علماء بجامعة هارفرد يعلنون عن إكتشاف ديدان رملية مفترسة بمنطقة فزواطة بإقليم زاكورة عاشت منذ أكثر من 25 مليون سنة

قام فريق علمي من جامعة هارفارد الأمريكية بالإعلان مؤخرا عن أحد إكتشافاته الحديثة في مجال البيولوجيا، والذي يتعلق بنوع من الديدان الرملية التي عمرت في عصور جد قديمة، وكانت متواجدة بالمغرب منذ أكثر من 25 مليون سنة، قبل إنقراضها، حسب تقديرات علماء هارفرد، و هو نوع من الديدان المعروفة بطبيعتها المفترسة، حيث أكد بحث منشور بالمجلة العلمية الرصينة Biology Letters على أن الصنف المكتشف حديثا يعتبر من بين الحيوانات المفترسة التي تعيش في أعماق البحار خلال فترة ” الإنفجار الكامبري “، ويتم تصنيفها علميا ضمن عائلة ديدان “سيلكيركيا” التي سبق إكتشافها في مراحل سابقة .
وأكدت المعطيات الخاصة بهذا الإكتشاف، كما جاء في الدراسة المنشورة، أن إكتشاف هذا النوع من الديدان، هو تتويج لعملية تجميع، وتحليل، ورصد لمميزات العديد من الحفريات بالمغرب، حيث أن تميز طولها مقارنة مع باقي الحفريات موضوع البحث، وكذا رصيدها من الحياة، تجاوز كل التوقعات، حيث أنه وبعد عرضها للفحص، كشفت الأبحاث تميز هذه الديدان بمميزات مورفولوجية، أهمها إمتلاكها لرأس منحنية، مغطاة بأشواك حادة، وكذا توفرها على جسم مخروطي الشكل، وممددا على الطول، ليشكل في النهاية القوام الحلقي، بمسافة لا تتعدى البوصة؛ وهو ما يجعل شكلها مشابها إلى حد كبير لحفريات ديدان سيلكيركيا المكتشفة من عصر الكامبري، مما يؤكد على هذه الديدان قد إستطاعت تجاوز هذ الحقبة بكثير، لتعيش بذلك حوالي 25 مليون سنة.
ومن المعلوم على أن جل الحفريات التي شكلت قاعدة للدراسة المذكورة يعود أصلها للمغرب، تحديدا منطقة فزواطة بإقليم زاكورة، وتم نقلها بطرق غامضة إلى المملكة المتحدة.
كما وتضمنت الدراسة المذكورة، على أن هذه الحفريات المستقدمة من المغرب تعود إلى العصر “الأوردوفيشي”، وهي فترة زمنية جد قديمة من كوكب الأرض، عرفت مرحلة انقراض كبيرة للكائنات الحية. مضيفة أن التحاليل المنجزة حولها أكدت أن هاته الدودة “صنف جديد على الإطلاق، ولم يتم اكتشافه من قبل، مطلقين عليها بذلك اسم (تسرينج)، والتي تعني مصطلح (الحياة الطويلة)؛ في وقت تؤكد فيه الدراسة أن “هذا النوع الجديد لا يؤدي إلى توسيع السجل الزمني للديدان سيلكيركيا فحسب؛ بل يؤكد أيضا أن الديدان عاشت في بيئات أقرب إلى القطب الجنوبي، حيث كان يعتقد أن المغرب يقع هناك خلال العصر الأوردوفيشي”.