
شكل “الوضع السياسي بجهة درعة تافيلالت – حالة الجماعات الترابية ” موضوع يوم دراسي جهوي، نظمته الكتابة الجهوية لحزب العدالة والتنمية بجهة درعة تافيلالت يوم الأربعاء فاتح يناير 2025، حضره أعضاء الكتابات الإقليمية، والكتاب المحليين، ومجموعة من المنتخبين السابقين والحاليين.
وعرفت أشغال هذا اليوم الدراسي، تقديم مجموعة من المداخلات التي تمحورت حول شقين، شق متعلق بالجوانب السياسية والتنظيمية للحزب، فيما خصص الشق الثاني من المداخلات لتحليل وتقييم الأداء السياسي والتدبيري لمجلس الجهة.
وقدم الكاتب الجهوي في مستهل هذا اليوم الدراسي كلمة همت توضيح السياق العام الذي يؤطر أشغال هذه اليوم الدراسي، و آثاره على المشهد السياسي و التنموي لمرحلة ما بعد انتخابات 08، و الذي حمل معه العديد من التراجعات تفرض فعلا نضاليا، و عملا تنظيميا و تأطيريا مستمرا لمواجهة الإستبداد والنكوص الديمقراطي؛ لتليه كلمة كل من المدير العام للحزب، و نائب الأمين العام، حيث تم استعراض المحطات التنظيمية التي مر منها الحزب منذ مؤتمره الوطني الإستثنائي في أكتوبر 2021، و القضايا المحورية ذات الاهتمام في اشتغال الأمانة العامة، و خاصة القضية الفلسطينية، والقضية الوطنية، و قضايا زواج المال بالسلطة، وملف مدونة الأسرة.
وذكرت نفس المداخلات على المرتكزات التوجيهية للعمل السياسي لحزب العدالة والتنمية، وخاصة على مستوى آداء مجموعته النيابية من موقع المعارضة البرلمانية، خاصة في ظل تجربة حكومية ذات ” مشروعية ” هشة سياسيا وانتخابيا، مع سيطرة تضارب المصالح، زيادة على الأعطاب البنيوية في التواصل.
وعلاقة بموضوع التدبير الترابي، فقد بسطت مداخلة ع. الله صغيري قراءة سياسية لعمل مجلس الجهة في سياق الوضع السياسي العام، مبرزا مؤشراته الكبرى المتسمة بالتراجع الكبير لمنسوب المصداقية السياسية المتولدة عن مشروعية انتخابية حقيقية تعكس الإرادة الشعبية القائمة على قيم الحرية والنزاهة والإستقلالية؛ إضافة إلى ضعف المقاربة التشاركية – كسمة – والمضمون السياسي الديمقراطي، بالرغم مما يمتع به مجلس الجهة من دعم إيجابي من كل مكوناته بما فيها العدالة والتنمية، كما بين القصور التواصلي للمجلس، و عجزه عن تمتين التواصل مع الرأي العام، والتفاعل مع نبض المجتمع.
وفي السياق ذاته، قدمت مداخلة جمال النعمة مقارنة للحصيلة التدبيرية لمجلس الجهة بين المرحلة السابقة بقيادة العدالة والتنمية والوضع الحالي، والذي يطبعه ضعف في برمجة مشاريع تواكب الرهانات والإكراهات الإقتصادية الكبرى للجهة؛ كما توقف على تجليات الضعف في وتيرة الأداء التدبيري والتنموي رغم توفر جميع الشروط الموضوعية اللازمة لإنجاح هذه العملية.
وفتح باب النقاش أمام الحاضرين في اللقاء، حيث انصبت كل التدخلات على الإستفاضة في مناقشة الجوانب السياسية والتنظيمية، وقضايا تدبير الشأن العام، مع التركيز على السبل الكفيلة بالإرتقاء بالعمل التنظيمي والحزبي لجعل العمل السياسي مدخلا حقيقيا لتحقيق التنمية الجهوية المستدامة، حيث توجت أشغال هذا اليوم الدراسي بإصدار مجموعة من المواقف والتوصيات التي تهم الحزب ممارسة وتنظيما من أجل جعله في مستوى حجم الرهانات والتحديات المطروحة.