
تعيش ساكنة بوذنيب حالة من التذمر خاصة مع موجة الحر التي تعيشها المنطقة خلال كل فصل صيف، حيث عجز المجلس الجماعة للمدينة عن إيجاد متنفس لساكنة و شباب المدينة، متماديا في إغلاق المسبح البلدي بالمدينة منذ مدة و تركه للإهمال و التلاشي، في الوقت الذي لطالما شنف فيه هذا المجلس آذان الساكنة بشعارات لم تجد لها إلى حدود الساعة طريقا للإنجاز.
و أطلق موضوع المسبح البلدي بالمدينة موجة استنكار واسعة في الفضاء الأزرق خاصة بعد صدور تدوينة لأحد أعضاء مجلس جماعة بوذنيب على صفحته بالموقع الإجتماعي”فايسبوك” مبشرا الساكنة بفتح أظرفة الصفقة الخاصة ببناء مشروع بناء مركب سوسيو رياضي يضم مسبحين، حيث ستنطلق الأشغال الخاصة بإنشائه به في غضون الأيام القليلة المقبلة.
وأضافت تدوينة عضو مجلس جماعة بوذنيب المذكور، أن المركب سيعرف بناء مسبحيين أحدهما رجالي والآخر نسائي بمواصفات تقنية عالية؛ مشيرا إلى أن المسبح القديم تم إصدار قرار بمنع ملئه في ضل الإجهاد المائي الذي تعرفه المنطقة نتيجة لتوالي سنوات الجفاف وكذلك لاستهلاكه لكميات كبيرة من الماء تقدر بـ 4000 طن في الأسبوع، أي ما يعادل 60000 طن في ثلاثة أشهر، أي ما يعادل استهلاك ساكنة بوذنيب من ماء الشرب خلال سنة ونصف؛ مذكر بالشروط اللازمة لملئ المسابح و التي تفترض ان تحتوي على آلة لتصفية المياه.
وقد أثار مضمون تدوينة عضو المجلس الجماعي المذكور موجة ردود من طرف العديد من الفاعلين، حيث اعتبر أحد الفاعلين المدنيين أن مضمون التدوينة ينم عن استهتار بذكاء الساكنة، و ديماغوجية مفتقدة للتماسك و الحد الأدنى للمعقولية، إذ حاولت ديماغوجية العضو المذكور- حيث فشلت- في إقناع ساكنة بوذنيب و شبابها من كون مشكل المسبح البلدي هو نتيجة حتمية و فقط لحالة الإجهاد المائي بالمنطقة في الوقت الذي تفند الوقائع هذا المبرر إذا ما تم استحضار و تعميم هذا المعطى على مجموع الإقليم، حيث كل المسابح فتحت أبوابها في وجه العموم، إضافة إلى أن المسبح البلدي بالمدينة تم إغلاقه منذ مدة و ترك بشكل ممنهج لكي يتهالك في غياب أشغال الصيانة، إذ لن يجد مجلس بوذنيب أي جواب للرد حول عدم صيانته منذ مدة لكي يصل إلى حالة الإغلاق.
و أضاف نفس الفاعل المدني أن تدوينة العضو الجماعي المذكور تنم عن جهل تام بخصوصيات المنطقة، و إواليات التسيير الجماعي؛ والأدهى و الأنكى أنها فضحت جهلا مدقعا بالحساب، إذ كيف يعقل أن مجموع 4000 طن من الماء أسبوعيا،يعادل 60000 طن في ثلاثة أشهر، إذ لو استعان بأحد تلاميذ المدينة النجباء لمكنه من المجموع الصحيح لاستهلاك الماء في ثلاثة أشهر، أي 48000 طن و ليس 60000 طن كما جاء في تدوينة أنشتاين الجماعة.
و زادت تدوينة الفاعل المدني، أن مدينة بوذنيب تسير من طرف أشخاص جاهلين للمعطيات الحقيقية للمدينة و هو ما جعل تجربتهم التسييرية فاشلة على جميع الأصعدة، إذ أن العضو المذكور أشار إلى أن ساكنة بوذنيب تستهلك ما مجموعه 60000 طن من الماء الشرب خلال سنة ونصف، و بعملية حسابية بسيطة ووفقا لعدد ساكنة المدينة المعلن عنه من طرف المندوبية السامية للتخطيط بعد الإحصاء العام للسكان والسكنى لسنة 2024، و الذي بلغ13411، فسيكون معدل استهلاك المواطن الفرد بمدينة بوذنيب 250 مللتر في الشهر؛ و تساءل هل أصبحت الساكنة منخرطة كالمنطقة في ” الشرب بالتنقيط”؛ و ختم تدوينته قائلا ” لوكان غير سكتي يكون حسن ..”
وفي نفس السياق قال الرئيس السابق لمجلس جماعة بوذنيب مصطفى لفضيلي في تدوينة له على صفحته على “الفايسبوك “في تفاعل غير مباشر مع تدوينة تتساءل عن سبب حرمان الساكنة من خدمات المسبح البلدي ببوذنيب.”، “أن أحد المستشارين (ناطق باسم المجلس) تكفل بالجواب عبر تدوينة -بعثها لي أحد الفضلاء- ورغم ما تضمنته من بعض الوجاهة والتي تتعلق بالإجهاد المائي بعد توالي سنوات الجفاف، مشيرا، أن الأمر يتطلب إيراد الملاحظات التالية، المركب السوسيو رياضي من بنات أفكار المجلس السابق، الذي وفر له الاعتماد المالي والدراسة، وكان المزمع إنجازه على شطرين بسبب ارتفاع تكلفته، غير أن البلوكاج حال دون ذلك، وكان مآله كغيره من المشاريع”.. وأضاف ” أن الجديد فيما يخص هذا المشروع هو أنه توفر له شركاء كانوا قد أحجموا لأسباب يعلمها ذوو الإختصاص عن الانخراط في أي شراكة…”.
وأضاف المتحدث ذاته في تدوينته، أن “الإجهاد المائي ليس خاصا فقط ببوذنيب، وإلا ما حال المسابح الخاص بالإقليم وأحواض الضيعات الكبيرة جدا جدا..، إَضافة إلى أن ذريعة المسبح الحالي يتطلب ملؤه كمية كبيرة من الماء واهية وإلا كيف سيتم تشغيل المسبحين (الرجالي والنسائي) هل بالتيمم مثلا هههه..؟”، مؤكدا، “أنه جرت العادة في الولاية السابقة وقبلها أن يستغل الماء الذي يشغل به المسبح في ري الحدائق المجاورة لمقر الجماعة، ومن تم فلا ضياع هناك ولا هم يحزنون…”
و طالبت ساكنة بوذنيب بحل فوري يعيد الحياة لهذا الفضاء الضروري، قبل أن تتحول حرارة الإهمال إلى غليان اجتماعي لا يُحمد عقباه.