الرشيديةمجتمع

الرشيدية : من مشكلة روكار إلى مشكل أساسات دار

المختار العيرج

لما ربطت منزلي بقنوات التطهير السائل في عام 2000 اكتشفت و اكتشف معي المسؤولون عن القطاع أن ” الروكار ” الذي صمم لاستقبال المياه العادمة يوجد أمام باب المنزل مباشرة، فتمت عملية الربط على أساس البحث لاحقا عن حل لخطأ وقع في الخطاطة، و كنت في ذلك الوقت من الأوائل الذين استقروا بحي مولاي علي الشريف و كان عدد السكان قليلا و لم تكن القنوات تعرف اختناقات تذكر، و عليه لم يكن هناك داع يستعجل تصحيح سوء التخطيط الذي أنزل هذا الروكاع مقابلا للباب .. لكن بعد أن اكتظ الحي لم تعد المواسير قادرة على استيعاب كم هائل من المياه العادمة،  فصارت الاختناقات في هذا الحي متعددة و كثيرة و في المقدمة ما صار يعرفه هذا الروكاع المنتصب في عتبة الدار من انسدادات متكررة،  فاتصلت بالمصلحة الاقليمية للمكتب الوطني للماء الصالح للشرب لايجاد مخرج مقبول، لكنها ظلت تسوف و تتماطل و تلجأ للحل الترقيعي الوحيد المتمثل في افراغ الروكار و فك اختناقاته و تيسير انسياب المياه العادمة، و كلما حان هذا الوقت كنا نهيء أنفسنا لحالة الطواريء التي يفرضها علينا هذا الروكار: اقتناء ما يلزم، التغيب الاضطراري عن الدراسة أو العمل، اغلاق منافذ الباب و النوافذ درءا للروائح الكريهة .. و لما تنتهي فترة الحصار نختبر قدراتنا البدنية في القفز و تخطي هذا الروكار اللعين، متوسلين مبتهلين أن يتم التخطي بدون عواقب و لا رضوض و لا كسور و لا التواءات للركب و المفاصل  .

غير أن صدمتي كانت كبيرة لما اكتشفت مؤخرا أن أساسات المنزل قد تأثرت كثيرا جراء  جريان المياه العادمة نحو المنزل بفعل الاختناقات المتكررة و امتلاء هذا الروكار فوق طاقته الاستيعابية، فصار الجريان يصعد رغم انحناء الأنابيب التي تربط المنزل بالمحيط  ليتضح هول الكارثة التي سببها هذا الروكار اللعين القابع أمام عتبة الدار .

لم يتحرك من يعنيه الأمر لما كان المشكل بسيطا ينحصر في مشكلة روكار، و اليوم ما العمل بعد أن تجاوز المشكل مشكل روكار ليصبح مشكل دار ؟  .

مقالات ذات صلة

Back to top button
error: Content is protected !!

Adblock Detected

يجب عليك تعطيل مانع الإعلانات - Ad Block أو عدم إغلاق الإعلان بسرعة حتى يمكنك الإطلاع على المحتوى