
في واقعة جديدة تعيد للأذهان حادثة قائد تمارة و ما تلاها من نقاش على مستوى مواقع التواصل الإجتماعي، بين مساند و مندد بما وقع بين القائد المذكور و إحدى المواطنات؛ تصدر أحد مقاطع الفيديو من قيادة تغزوت نايت عطا، التابعة لإقليم تنغير الفضاء الأزرق يوثق لرجل سلطة برتبة قائد في حالة هياج و هو يوجه إهانات لفظية لرجل مسن ناعتا إياه بـ ” الحمار” و موجها أوامره لرجال القوات المساعدة ” هز عليا هذا من هنا” ؛ و لم يقتصر الأمر على سب المسن المذكور بل تضمن مقطع الفيديو حالة التشنج الواضح الذي كان عليها القائد المذكور، و الذي يظهر أنه دخل في احتكاك بدني مع المسن لولا تدخل مجموعة من المواطنين و أعوان السلطة و القوات المساعدة لتهدئة الأوضاع المتوترة؛ و جاءت هذه الواقعة أثناء القافلة الطبية التي كانت موجهة للساكنة المحلية.
وأثار المقطع المذكور موجة استهجان و تنديد من طرف العديد من الفعاليات المدنية و الحقوقية، و التي أجمعت على إدانة هذه السلوكات السلطوية الصادرة عن قائد قيادة تغزوت نايت عطا، و التي تنم عن استمرار بعض الممارسات المهينة لكرامة المواطنين لدى بعض رجال السلطة رغم ما تروج له الجهات الرسمية حول المفهوم الجديد للسلطة، و التي ما تلبث مثل هذه الممارسات على إجهاض كل المجهودات المبذولة.
و أضاف بعض الفاعلين على أن مثل هذه السلوكات البائدة لازالت مستمرة، و خاصة في العالم القروي البعيد عن التنمية و كذا البعيد عن المراقبة، مما يشجع مثل هذا الشخص على التعامل باستعلاء و عنف اتجاه مواطنين فاقدين لكل شيء و يمعن في هدر كرامتهم دون اعتبار لأي شيء.
و طالب العديد من الحقوقيين بالمنطقة على ضرورة فتح تحقيق نزيه و شفاف في الواقعة المذكورة، و ترتيب الجزاءات، مذكرين الوزارة الوصية بإعادة النظر في آليات التعيين المعتمدة في اختيار رجال السلطة بالعالم القروي، و التي تفترض الإلمام بالعديد من المعطيات و الضوابط لمعرفة طرق التعامل الواجبة مع الساكنة القروية بعيدا عن الإهانة و التعنيف لكيلا لا تفرض على ساكنة القرى عنفا مزدوجا بين الفقر و القهر.