عرفت مؤخرا، الطريق الوطنية رقم 9 الرابطة بين مدينتي مراكش وورزازات، بسبب الأمطار الغزيرة التي تسببت بحدوث انهيارات صخرية مما أدى إلى توقف حركة التنقل، و الذي فرض على المواطنين المسافرين عبر هذه الطريق التدخل من أجل إزالة الأحجار في وجه السيارات و الشاحنات المتوقفة على طول الطريق.
وأعادت هذه الحادثة للواجهة النقاش حول المعاناة التي يعيشها مستعملو الطريق الوطنية رقم 9، و المطالب التي لطالما رفعتها الفعاليات المدنية بالمنطقة و المتمثلة في إحداث و بناء نفق تيشكا الكفيل بتجاوز هذه الوضعية الكارثية التي يكون عليها هذا المقطع الطرقي خاصة أثناء سوء الأحوال الجوية.
و شكل انقطاع يوم الثلاثاء الماضي، فرصة لتجدد العديد من الفعاليات المدنية مطلبها القاضي ببناء و تجهيز نفق تيشكا و أجرأة الوعود التي سبق أن أطلقها وزير التجهيز و الماء بقبة البرلمان منذ 2024، و التي لم تجد طريقها للإنجاز إلى الآن؛ لتبقى مدن و أقاليم الجنوب الشرقي محرومة من أحد المنافذ الأساسية للولوج نحو وجهات أخرى من التراب الوطني عبر بوابة مدينة مراكش.
و ناشد عدد من الفاعلين الجمعويين و المدنيين بضرورة إطلاق أشغال هذا المشروع، وعدم الإقتصار على أشغال التوسعة التي أنجزت بالطريق الوطنية رقم 9 نظرا لملحاحيته الإقتصادية و الإجتماعية و كذا الإنسانية، إضافة إلى تسهيل عملية التنقل بين مدن و أقاليم الجنوب الشرقي و باقي جهات المملكة، مما سيساهم في النهوض بالعديد من القطاعات منها قطاعات السياحة و الإستثمار بمدن جهة درعة تافيلالت.
وطالب عضو السكرتارية الوطنية للإئتلاف المدني من أجل الجبل الحسين مسحت بضرورة تفعيل التوجيهات التي جاء بها الخطاب الملكي الأخير و القاضية بضرورة تحقيق العدالة المجالية و الإعتناء بما أسماه – الحسين مسحت- ”عالم السرعة الثانية”، و الذي يكشف كل تغير في الأحوال الجوية و المناخية هشاشته على عدة أصعدة، و يفضح الفوارق الفاضحة و اللاعدالة المجالية بين مغربين بسرعات متفاوتة؛ و تكشف عمق و شساعة الإقصاء الحكومي لمناطق المغرب الثاني؛ هذا الوضع يستدعي تحركا عاجلا، كما يستلزم بقوة الواقع إنجاز مشاريع مهيكلة و من بينها نفق تيشكا لربط و تحقيق انفتاح مدن و مناطق الجنوب الشرقي على باقي جهات المملكة و خاصة من جهة مراكش.
