علمت جريدة “الجهة الثامنة” من مصادر مطلعة، أن الأزمة التنظيمية داخل حزب الأصالة والمعاصرة بإقليم ميدلت لا تزال تتفاقم، في ظل أجواء مشحونة تشهدها هياكل الحزب على المستوى المحلي.
وأكدت مصادر الجريدة، أن الوضع الداخلي للحزب بلغ مستويات مقلقة، خاصة بعد ظهور “حركة تصحيحية” من رحم التنظيم، يقودها عدد من الأعضاء الذين عبّروا عن رفضهم لما أسموه بـ”الإقصاء الممنهج والتهميش المتعمد للكفاءات الشابة والمحلية”، وهو ما خلق حالة من التوتر والانقسام غير المسبوق في صفوف الحزب.
وأضافت مصادر جريدة الجهة الثامنة، أن الأمين الإقليمي للحزب، إبراهيم الكبير، أقدم مؤخراً على تصعيد مثير، تمثل في طرد مجموعة من الأعضاء المحسوبين على الحركة التصحيحية من مقر الأمانة الإقليمية بميدلت، مخاطباً إياهم بعبارة مستفزة: “واش كتخلصو معايا الكرا؟”، في مشهد اعتبره الحاضرون دليلاً إضافياً على احتقان الوضع وفقدان الثقة بين القيادة وقواعد الحزب.
وأَوضحت مصادرنا، أن هذه الواقعة جاءت لتؤكد ما كانت قد كشفته سابقاً جريدة “الجهة الثامنة”، من تفكك ملحوظ في البنية التنظيمية للحزب بالإقليم، وسط غياب شبه تام للأمين الإقليمي عن تدبير الشأن الحزبي المحلي، وتجاهل الأمانة الجهوية للنداءات المتكررة بضرورة التدخل، مما عمّق الشعور بالتهميش داخل القواعد.
وأشارت مصادر الجريدة، أن عدداً من شباب ومناضلي الحزب بالإقليم عبّروا عن استيائهم الشديد من حالة “الجمود التنظيمي”، متهمين القيادة الإقليمية بممارسة “الهيمنة الفردية” على القرار الحزبي، وعرقلة كل المبادرات الإصلاحية، في وقت تسود فيه حالة من الانغلاق واللامبالاة تجاه المطالب المشروعة بإعادة الاعتبار للهياكل التنظيمية وتوسيع قاعدة المشاركة.
وتسعى الحركة التصحيحية، التي لاقت دعماً واسعاً داخل الحزب بالإقليم، إلى الدفع نحو إعادة هيكلة الأمانة الإقليمية والتنظيمات الموازية، وفق مقاربة تقوم على الشفافية والديمقراطية والانفتاح، بعيدة عن منطق الإقصاء والانفراد بالقرار.
هذا، وترى أصوات من داخل هذه الحركة، أن الخطوة الأخيرة التي أقدم عليها الأمين الإقليمي بطرد مناضلين من مقر الحزب، تعكس حجم الانغلاق الذي بات يطبع المشهد الداخلي، محذرة من أن هذا النهج لن يؤدي سوى إلى مزيد من التصعيد وتعقيد مسار الحل.
