الرشيديةتعليم

الرشيدية: نادي المواطنة والإبداع بثانوية سجلماسة وجمعية إتحاد العمل النسائي يحتفلان باليوم العالمي للمرأة.

ذ. حفيظ عشاوي منسق نادي المواطنة والإبداع
بمناسبة اليوم العالمي للمرأة ، وتفعيل أدوار الحياة المدرسية بناء على مقتضيات القنون الإطار 17.51،خصوصا القانون العاشر ، وبناء على التنسيق بين نادي المواطنة والإبداع بثانوية سجلماسة و جمعية إتحاد العمل النسائي بالرشيدية ، ترأس مديرثانوية سجلماسة السيد خالد السهلي ، بحضور رئيس جمعية أمهات وآباء وأولياء التلميذات والتلاميذ ، وبعض أعضاء وممثلي :
اللجنة الجهوية لحقوق اإلنسان ، المنتدى المدني للتنمية لحقوق الإنسان ، الجمعية المغربية لحقوق اإلنسان ، وكالة التنمية اإلجتماعية ، مؤسسة الأمين ، ندوة وورشات تربوية حقوقية حول العنف المبني على النوع ، و آثاره على الأسرة ، مساء يوم السبت 26 مارس 2022 ب رحاب الثانوية العتيدة سجلماسة التأهيلية .


بدأت الأمسية بكلمة السيد خالد السهلي ، مرحبا بالحضور، وشاكرا جمعية إتحاد العمل النسائي و نادي المواطنة والإبداع على تنشيط، وتأطير هذه الأمسية الثقافية ذات المضامين التربوية والحقوقية ، التي تسعى إلى تنويع أنشطة الحياة
المدرسية ، و”إرساء مدرسة مواطنة “منصفة متجددة تعزز قيم السلوك المدني ومشبعة بمبادئ وقيم حقوق الإنسان ، في هذا السياق سيؤكد السيد المدير على ضرورة الوعي بالأسباب الحقيقية للعنف المبني على النوع ، و آثاره السلبية والخطيرة ، خصوصا وأن نسبا كبيرة منه تبين أنه عادة يكون موجها ضد النساء والفتيات ، التي تصل أحيانا إلى الإنقطاع عن الدراسة أو إيذاء النفس .وللتصدي لهذه الظاهرة وجب تبني مقاربات متعددة الأبعاد : تربوية ، إدارية ، بآعتبارها تدابير كفيلة بجعل المؤسسة التعليمية فضاء تربويا يوفر المناخ المناسب لتربية الناشئة وتجويد معارفهم .


بعدها تدخل الأستاذ حسن بيان ، بكلمة حول” المظاهر السيكولوجية للعنف ” في الوسط المدرسي بقوله أنه العنف لم يعد مجرد فكرة و إنما أصبح فعلا وسلوكا يعرف إنتشارا وشهرة خلال السنوات األخيرة ، الشيء الذي يستوجب تدخلا خاضعا لأدوات البحث العلمي بمقاربة دقيقة تحدد العوامل واإلنكاسات العنف على الفرد و العمل بنماذج للتفسير والتحليل ذات الإطار النظري النفسي ، الإجتماعي و التربوي تسمح بتوجيه البحوث الميدانية لتوفير قاعدة معطيات حول العنف في الوسط المدرسي ، في مختلف أكاديميات المملكة ، ثم قدم بعض الأساليب الناجعة للوقاية من السلوك العنيف وإثاره النفسية .


لتنتقل الكلمة لمنسق نادي التربية على المواطنة و الإبداع ، الاستاذ حفيظ عشاوي وبعد ترحيبه بالحضور عبر عن شكره لإدارة المؤسسة في شخص مديرها خالد السهلي و للأستاذ حسن بيان اللذان كان لهما الفضل في ميلاد هذا النادي،  و توفير ظروف و آليات إشتغاله حسب ماتسمح به إمكانيات المؤسسة ، كما أبان عن سعادته لحضور عضوات جمعية إتحاد العمل النسائي وجديتهن بالإنخراط مع النادي في تحقيقه للماهية الحقوقية للمرأة والعمل  على تنشيط الحياة المدرسية والعمل مع النادي لتفعيل الناديكبير من مشروعه الثالث : “المرأة ومقاربة النوع” ، من خلال تعزيز المقاربة الحقوقية داخل المدرسة وتنوير التلميذات والتالميذ بمكانة المرأة في المجتمع ، وترسيخ الوعي بموضوع العنف المبني على النوع و ما يترتب عنه من آثار نفسية ، جسدية ، إجتماعية و التمكن من الٱليات الناجعة لمقاربته .


بعده تفضلت الكاتبة العامة لإلتحاد العمل النسائي فرع الرشيدية الأستاذة  ناهلة عراش،  بتقديم تأطير نظري للندوة ، إذ بدأت بالتأصيل التاريخي لإحتفال الثامن من مارس ، الذي يعود إلى إضراب عاملات النسيج في أمريكا لتحسين أجورهن ،  لكنه حق قوبل بغلق أبواب المصانع و إحراق 129 عاملة من جنسيات مختلفة أمريكية ، إيطالية …على إثر هذه المجزرة التي حدثت يوم 03.08..1908 ، سيتم إعلان الثامن من مارس،  يوما عالميا من كل سنة في مؤتمر الإتحاد النسائي الديمقراطي العالمي في باريس سنة 1945 ، للإحتفال منذ ذلك اليوم بعيد المرأة ، تقديرا وحبا وآحتراما للمرأة وإعترافا بتضحياتها ، ومكانتها التي لا تقل أهمية أهمية عن مكانة الرجل في المجتمع ، و تقديرا لإنجازاتها الإقتصادية و السياسية و الإجتماعية والثقافية . كما أكدت على أن الندوة جاءت لتخلد هذه الذكرى الأممية
بتنسيق مع نادي المواطنة واإلبداع لتدارس العنف المبني على العنف ، نظرا لكونه أصبح آفة تهدد المجتمعات ، مع العلم أنه فعل مجرمطبقا للمواثيق والمرجعيات الدولية ، كما ّأن دستور المملكة لسنة 2011 ، يحرص على حماية حقوق اإلنسان عامة ، و حقوق النساء بشكل خاص ، و القانون الجنائي يحدد الإطار القانوني لمحاربة العنف ضد المرأة بجميع أشكاله ، وبالأخص القانون رقم 103.13 ،فهو يوفر الحماية القانونية الكاملة للنساء ضحايا العنف . وبناء على ماسبق ستقوم الأستاذة ناهلة عراش بإستشكال موضوع العنف المبني على النوع ، بتساؤلات إشكالية حول أنواع وأشكال العنف ؟ أسبابه؟ آثاره على الأسرة ؟


تساؤلات إشكالية ستفتح الباب لنقاش ديمقراطي حر ومسؤول أمام الجميع ، وقد تفاعل معها الحضور  بموضوعية و تجرد من الإنفعالات النفسية و المصالح الضيقة بإبداء آرائهم وتصوراتهم المختلفة في موضوع خصب أثار رغبة الجميع في التعبير . و بإستدلالات نظرية ، وواقعية أبانت عن وعي عميق في قراءة الواقع الإجتماعي دون تهوين لموضوع العنف ، و دون تهويل لآثاره
، بدأت أولى المداخلات بموقف الأستاذ محمد فريح عن المنتدى المدني للتنمية  وحقوق الإنسان الذي أشار إلى أن العنف المبني على النوع سببه الأساسي والأول إقتصادي،  كما أنه ليس أحادي البعد تجاه المرأة فقط ، بل يطال كذلك الرجل ، كما أن إتجاه العنف ليس عموديا من رجل تجاه إمرأة ، بل هوكذلك أفقي من إمرأة تجاه إمرأة ، وإذا كانت محاولة الحد من العنف المبني على النوع صعبة فينبغي على الأقل التقليص منه ، لا  بالعمل ضد رجل والحقد على الرجل ، ولكن بتكثيف جهود المرأة مع الرجل لمعالجة الضاهرة سواء في المجال العمومي او بالمجال الأسري وتعميق الوعي بهذا الموضوع  بين الفصول الدراسية  . لتأتي بعده مداخلة المسؤؤولة عن العلاقات العامة بمؤسسة الأمين بالرشيدية ، السيدة ليندا زوهير بكلمة شكر وثناء كبير على المجهودات الكبيرة للمدرس(ة) في تربية الناشئة على القيم الوطنية والمبادىءالإنسانية التي  تشكل أساسا صلبا ومتينا للأمة ، أما النائب الثاني للجمعية المغربية لحقوق اإلنسان الأستاذ يونس قاديري فعبر عن شكره لمنظمي هذه األمسية على حسن إختيارهم للموضوع ، الذي أصبح محط رأي عام ، وجميع األفراد الأوساط تتداوله لكنه نبع إلى أنه  عادة  لا تتم مقاربة العنف بوعي علمي  وبموضوعية ،إذ ينبغي أن يكون الفهم السليم لهذا الإشكال  يستهدف بالدرجة الأولى البنية الثقافية الإجتماعية بمفاهيم معاصرة ، وتربية حداثية تقطع مع الموروث الثقافي الذي إستنفذ قوته الإجرائية التاريخية في مكان ، و زمان كانت سياقاته اإقتصادية واإلجتماعية والثقافية والتقنية مختلفة جذريا عن الواقع الحالي الذي تعيشه أسرة القرن الواحد والعشرون .


لتنتقل الأمسية إلى الجانب التطبيقي من الإشتغال على العنف المبني على النوع ، حيث تفضلت عضوة إتحاد العمل النسائي الأستاذة السعدية الحمري بقسيم التلميذات والتلاميذ إلى ثلاث مجموعات تشتغل على عناوين فرعية مختلفة  : أنواع وأشكال العنف ،
أسباب العنف ودوافعه ، نتائجه وآلثاره على الفرد والأسرة  ، حيث أتيحت للتلاميذ فرصة التفاعل المباشر مع الإشكالات التي
يطرحها موضوع الندوة ، وقذ أبانوا بدورهم عن حس تربوي و ثقافي في الوعي بموضوع العنف المبني على النوع ، ومايطرحه من مشاكل مركبة على المستوى الشخصي والإقتصادي والإجتماعي والقانوني .
لتختتم األمسية بحفل شاي ، و تبادل عبارات الشكر، والإمتنان لإدارة المؤسسة،  وأطرها اإلدارية والتربوية وأعاونها على جميل الترحاب و حفاوة الإستقبال

مقالات ذات صلة

Back to top button
error: Content is protected !!

Adblock Detected

يجب عليك تعطيل مانع الإعلانات - Ad Block أو عدم إغلاق الإعلان بسرعة حتى يمكنك الإطلاع على المحتوى