
لاتزال ساكنة قصر بونكارف الشرقية، جماعة كرس تيعلالين التابعة ترابيا لإقليم ميدلت، تعيش أوضاعًا صعبة في ظل استمرار غياب أبسط ضروريات العيش الكريم، وعلى رأسها الماء الصالح للشرب والكهرباء، رغم النداءات المتكررة والوقفات السلمية الحضارية التي نظمتها الساكنة منذ سنوات، دون أن تجد آذانًا صاغية أو تجاوبًا فعليًا من الجهات المعنية.
ورغم ما قُدم من وعود رسمية في مناسبات متعددة من المجالس المنتخبة، لا يزال مشروع تزويد القصر بالماء والكهرباء حبيس الرفوف، دون أي تنفيذ ملموس على أرض الواقع، وسط غياب توضيحات رسمية حول أسباب هذا التماطل.
وتزداد معاناة الساكنة بشكل خاص خلال فصل الشتاء، حيث تجف الآبار المتواضعة التي يعتمد عليها السكان، مما يجعل الحصول على الماء مهمة يومية شاقة، تتحملها النساء والأطفال في ظروف قاسية، غالبًا ما تستدعي قطع مسافات طويلة لجلب كميات لا تكفي لتلبية الحاجيات الأساسية.
ويؤكد سكان قصر بونكارف الشرقية، في حديثهم لجريدة “الجهة الثامنة”، أنهم لم يطالبوا سوى بحقوق بسيطة ومشروعة تكفلها القوانين والدستور، وهي فك العزلة عن منطقتهم، وتوفير الماء الصالح للشرب والكهرباء كباقي مناطق المملكة.
وتطالب ساكنة المنطقة السالفة الذكر بتدخل عاجل للسلطات المحلية والإقليمية من أجل إنصافهم وإنهاء هذا الإقصاء التنموي غير المبرر.
وتعبر الساكنة عن أملها في أن تتحول الوعود المتكررة إلى إجراءات ملموسة، تعيد الاعتبار لهذه المنطقة المنسية، وتضمن لسكانها الحد الأدنى من شروط العيش الكريم والعدالة المجالية، بعيدًا عن منطق الانتظار والتسويف الذي عمّر طويلاً.