باشرت المديرية الإقليمية لوزارة الصحة والحماية الاجتماعية بورزازات تحقيقاً مستعجلاً، عقب تداول معلومات تفيد بتعرض عدد من المرضى بمستشفى التخصصات “بوكافر” لضغوط من أجل اقتناء مستلزمات عمليات جراحة العيون من محل شبه صيدلاني بعينه، بأسعار تفوق المعدلات المتداولة في السوق المحلي.
ويأتي هذا التحرك بعد تلقي شكايات من مواطنين أكدوا أنهم اضطروا لاقتناء هذه اللوازم بأسعار تزيد بنحو 50 في المائة عن السعر المعتاد، في ظل تهديد غير مباشر بإلغاء أو تأجيل العمليات الجراحية في حال رفضهم التعامل مع الجهة المحددة، الأمر الذي أثار تساؤلات حول وجود شبهات سوء تدبير أو ممارسات غير قانونية داخل المستشفى.
وأكدت مصادر موثوقة لجريدة “الجهة الثامنة”، أن المصالح المختصة بالمديرية شرعت في الاستماع إلى شهادات المرضى المتضررين وتوثيق أقوالهم، تمهيداً لاستدعاء الأطراف المشتبه في تورطها ضمن تحقيق شامل يهدف إلى تحديد المسؤوليات واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة، بما يضمن الشفافية وتكافؤ الفرص في الولوج إلى الخدمات الصحية العمومية.
وتشير إحدى الشكايات إلى أن أحد المرتفقين رافق والدته لإجراء عملية جراحية في العيون، ليتفاجأ بطلب شراء مستلزمات من محل محدد سلفاً بمبلغ يناهز 2000 درهم، في حين لا يتعدى سعرها في مدن أخرى 950 إلى 1000 درهم، مع التلميح بإلغاء العملية إذا لم يتم الشراء من المحل المذكور.
كما أكدت شهادات أخرى أن هذه الممارسات ليست جديدة، بل سبق لمرضى آخرين أن واجهوا حالات مشابهة خلال عملياتهم بالمستشفى ذاته، معبرين عن استيائهم من غياب الرقابة وضعف الشفافية في تدبير هذا النوع من الخدمات الطبية الحساسة.
ويأتي هذا التحقيق في إطار جهود وزارة الصحة والحماية الاجتماعية لترسيخ مبادئ النزاهة والمساءلة داخل المؤسسات الصحية العمومية، وضمان احترام حقوق المرضى وصون صورة القطاع الصحي بإقليم ورزازات.
