من المؤكد اليوم عند كل المتابعين للشأن السياسي و التنموي بجهة درعة تافيلالت، أن مجلس الجهة، قد دخل مرحلة السيبة و عهد العبث، عبث بأموال الجهة و بمناصبها في الشغل و بمواردها وبساكنتها، بسبب ضعف “الكفاءات” التي جاءت لتجب عمل السلف لكنها كانت تبيع “الوهم” للساكنة، إذ أبانت في سنتها الأولى عن تعطشها لتحويل أموال الجهة إلى وسيلة لتحقيق مزيد من الراحة و مزيد من الاستقرار المالي .
مناسبة هذا الحديث، الذي أصبحت تلوكه الألسن في الآونة الأخيرة بمختلف اقاليم الجهة، هو الضعف الواضح في تسيير دورات المجلس و في التصريحات الاعلامية لرئيس الجهة، و الضعف في الترافع لدى الجهات الحكومية، و الضعف في الحضور “الكاريزمي” لرئيس الجهة في مختلف الانشطة التي يمثل فيها “الأمة” التي انتخبته.
أولى محطات ضعف تمثيل الجهة حضوريا داخل وخارج ارض الوطن، من طرف رئيس مجلس جهة درعة تافيلالت، والتي ستعمل الجهة8 على رصدها واحدة واحدة في مقالات مقبلة، هي الغياب الواضح والجلي لرئيس المجلس، في مشاركته ضمن اشغال المؤتمر العالمي السابع لمنظمة المدن والحكومات المحلية الذي نظم بمدينة دايجون بكوريا الجنوبية، والتي تنتهي اليوم السبت.
“الجهة8” وقفت على جميع المواد الصحفية والاعلامية التي نشرت بالمناسبة، و على كل الصور التي نشرها المشاركون ممثلي منظماتهم بحق في هذا المحفل الدولي، و تبدت لها صورة واحدة ووحيدة، حيث يقف الرئيس خلف مسؤولين وهم بصدد السلام على مسؤول آخر يقف جنب أسماء غلالو عمدة الرباط.
و عاينت “الجهة8” الموقع الرسمي لحزب التجمع الوطني للأحرار، و لاحظت ورود مادتين صحفيتين تتحدث حول المناسبة الدولية؛ و تتعلق المادة الأولى بمشاركة أسماء غلالو ضمن الوفد المشارك من المغرب في أشغال هذا المؤتمر الدولي، و رغم أن صورة المشاركة تتضمن صورة رئيس الجهة اهرو أبرو، واقفا ينتظر السلام على أحد المسؤولين، إلا أن موقع حزبه لم يذكره في المادة الصحفية ولم يشر له حتى تلميحا أو تضمينا.
المادة الصحفية الثانية، تتحدث عن انتخاب اسماء اغلالو أمينة مال المنظمة، عمدة مدينة الرباط، أمينة للمال لمنظمة المدن والحكومات المحلية المتحدة، بينما منشوران على الانستغرام الرسمي للحزب، تحدث عن مشاركة كل من اعتماد الزاهيدي رئيسة مجلس عمالة الصخيرات تمارة و منشور يذكر أسماء غلالو رفقة فتيحة المودني عضو مكتب جماعة الرباط.
و يبدو من هذا الرصد الذي تعلق بالموقع الرسمي للحزب، أن الحزب بدأ شيئا فشيئا يكتشف ضعف التواصل الشخصي لدى الرئيس، و ضعف كاريزيمته في فرض نفسه في المحافل الوطنية و الدولية و المشاركة بفعالية، دون أن يكون مقيدا بما تم تحضيره له في الأوراق، لذا قرر استبعاده من تغطية مشاركته، كونها انعدمت و توقفت عند تكبد الدولة مصاريف سفره و اقامته و تغذيته بدايجون الكورية الجنوبية، والتي يبدو أنها ستكون الأخيرة من تحمل جهات غير مجلس الجهة لمصاريف هذا الرئيس، التي لم تحقق مردودية تُذكر.
جولة قصيرة في كل المواقع الاخبارية المحلية والدولية التي تناولت موضوع هذا المؤتمر وما جرى التداول فيه، توضح غياب واضح لاسم رئيس الجهة و لصفته، حتى و ان كانت بصفته ممثلا لجمعية جهات المغرب (كون وزارة الداخلية هي من رتبت اسماء المشاركين و تحملت مصاريفهم)، ولا حتى في الصفحة الرسمية لمجلس جهة درعة تافيلالت ولا في الصفحة الرسمية لجمعية جهات المغرب، لا أثر لرئيس الجهة ولا لمشاركته التي سيخرج في تقرير اعمال الرئيس في الدورة المقبلة، ويقول أنها كانت وازنة و بتعليمات من “الدولة” كما سماها في آخر دورة.
رئيس مجلس الجهة أمام الاعضاء ووالي الجهة : “جهات عليا هي لي سافطاتني لموريطانيا وماشي أنا لي كنختار شكون يمثل المجلس فالخارج“
مجموعة من أعضاء المجلس أبدوا امتعاضهم من الطريقة والكيفية التي يتم بها تدبير ملف المشاركة خارج أرض الوطن باسم مجلس الجهة، خلال أشغال دورة أكتوبر الماضية، والذين التمسوا من الرئاسة أن تعمل على إشراك الكفاءات من أعضاء المجلس، الذين بإمكانهم أن يقدموا ما يمكن أن يعود بالنفع على الوطن والجهة، خصوصا فيما يتعلق بقضية الصحراء، قضية المغاربة الأولى.
و دعا أحد أعضاء مجلس الجهة، الرئاسة إلى التركيز على الجانب الموريطاني في عقد اتفاقيات الشراكات مع دول شقيقة وجارة، بما يخدم الديبلوماسية المغربية و يدافع عن مصالح وطننا، ليرد عليه رئيس المجلس بالحرف “غادي يكون عندنا الجانب الموريطاني”.
و اردف المتحدث قائلا “الرئيس ديال جهة درعة تافيلات مشا لموريطانيا و دوز اسبوع ودرت لقاءات مهمة على صعيد التراب الموريطاني مع عدد من الرؤساء والسفير ديالنا، وكاين عمل لي بدا كيعطي الثمار ديالو وكاين لقاءات بداو كيظهرو، كاين تربة خصبة فهاد المجل خصنا نزيدو اسميتو.
و أضاف الرئيس، بنبرة استعلاء واضحة، “هاد القضية غير باش نتافقو مزيان، ديال المشاركة، باش نكونو واضحين، راه مكاينجيوش ونخرجو، باش تكون الامور واضحة، كاين مؤسسات ديال الدولة لي هي وزارة الداخلية والخارجية هادا الدور ديالهم، هما لي كايكولو شكون يمشي، راه هما لي كايكولو هادشي الله يخليكم انا غادي نمشي لكوريا الجنوبية ، فهاد الاطار لي كنداكرو فيه ولي غادي نمثل الجهة فواحد العدد ديال الميادين، غير من باب الاخبار”.
هذه تفاصيل مشاركة المغرب ضمن أشغال المؤتمر العالمي السابع لمنظمة المدن والحكومات المحلية بكوريا الجنوبية
شارك وفد من المملكة المغربية، في اشغال المؤتمر العالمي السابع لمنظمة المدن والحكومات المحلية بكوريا الجنوبية برئاسة السيد حمزة بلكبير العامل المدير العام بالنيابة للمديرية العامة للجماعات الترابية بوزارة الداخلية والسيد عبد الوهاب الجابري العامل المكلف بالتعاون والتوثيق والكاتب العام السيد عصام الكبداني ومجموعة من أطر المديرية، وذلك خلال الفترة الممتدة بين 10 و 14 أكتوبر 2022، بمدينة دايجون بكوريا الجنوبية.
و ضم الوفد ممثلين عن جمعية مجالس جهات المغرب والجمعية المغربية لرؤساء الجماعات والجمعية المغربية لرؤساء مجالس العمالات والأقاليم وعدد من رؤساء الجماعات الترابية.
و مثلت هذه القمة، أكبر تجمع للمسؤولين المحليين والجهويين في العالم، حيث انعقدت تحت شعار » الحكومات المحلية والجهوية تمضي قدما بنفس الزخم »، و حضرها عدد من مدبري الشأن المحلي من مختلف بقاع العالم بالإضافة لمجموعة من الخبراء وشركاء المنظمة الدوليين.
كما عرفت تنظيم مجموعة من الجلسات الرسمية والورشات للتطرق لمختلف الإشكاليات والتحديات التي تواجه المدبرين المحليين، بالإضافة لعقد اجتماعات لمختلف أجهزة المنظمة.
جدير بالذكر أن مرة كل ثلاث سنوات، يجتمع رؤساء البلديات والمستشارون ومهنيو الحكومات المحلية في أهم تجمع عالمي لهم وهو القمة العالمية للقادة المحليين والإقليميين ومؤتمر المنظمات المحلية، الذي تنظمه منظمة المدن والحكومات المحلية المتحدة، والذي كانت الرباط قد استضافت نسخته الرابعة عام 2013، إذ يعمل هذا التنظيم بصفته شبكة عالمية من المدن والحكومات المحلية والإقليمية والمتروبولية وجمعياتها، على تمثيل أصوات الحكومات المحلية والإقليمية والدفاع عنها، سعيا منها لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
تعليق واحد