الإتحادية ماريا كلتاوي لرئيس جماعة ملعب المربوح: ” يجب ان تعلم ان هذه جماعة وليست زريبة “
مازالت الممارسة الجماعية التمثيلية في الإقليم تراوح مكانها، وتراكم الإخفاقات تلو الأخرى، إلا من بعض الاستثناءات هنا وهناك، والتي تظهر كارتعاشات لا يكتب لها التحول الى منهج قار وتصاعدي يمكن من تحقيق التنمية المنشودة.
وتشكل جماعة ملعب إحدى الجماعات المتواجدة في تراب إقليم الرشيدية، والتي أصبحت مضرب المثل في الركود، ومعاكسة مجرى مغرب ما بعد دستور 2011؛ فقد عاشت هذه الجماعة ومنذ عقود من إنشائها على وقع خروقات فاضحة جعلت المصالح الرقابية للدولة تحل مرارا وتكرار للوقوف على حجم التدبير الكارثي الذي تعيشه هذه الجماعة، والتي حررت بشأنها العديد من التقارير التي لازال بعضها رهن التحقيق؛ ومازالت ساكنة هذه الجماعة المغبونة من حقها في التنمية غير مستوعبة للمعيقات التي تحول دون تحقيق مجلس جماعي قادر على استيعاب متطلبات الساكنة في التنمية والعيش الكريم، وتحويلها وفق منهجية مضبوطة إلى مسار تنموي متقدم، ومتطور يدفع الجماعة إلى مستويات أرقى وأفضل مما هي محكومة به ومنذ عقود.
وشكلت الدورة الأخيرة لجماعة ملعب إحدى فصول العبث الذي تعيش على وقعه هذه الجماعة؛ حيث عرفت الدورة وقوع مشاحنات كلامية بين مستشارين ورئيس الجماعة ” الحو المربوح” بعد إثارة إحدى النائبات المنتميات لفرق المعارضة للعديد من النقط التي تشكل خرقا للقوانين والدوريات الصادرة عن وزير الداخلية والمنظمة لعمل المجالس الجماعية؛ وهي النقط التي شكلت إحراجا لرئيس الجلسة، والذي أبدى ردود أفعال تظهر للعيان مدى امتعاضه من تداول هذه النقط علانية.
وعبرت الإتحادية ماريا كلتاوي في تدخلها، خلال أشغال دورة شتنبر، بقولها، موجهة كلامها لرئيس الجماعة ” لازلتم فاقدين للبوصلة والجماعة تسير للهاوية ولم أرى في حياتي أي تسيير متدني لهذه الدرجة بالإقليم “.
وأشارت المستشارة إلى وجود العديد من الخروقات، ومنها قيام محامي لا تربطه أية صلة تعاقدية بالجماعة بتمثيلها في خرق سافر للقانون، وعبرت بالقول ” نتفاجئ بمحامي يترافع ويراسل وينوب عن الجماعة بدون عقد أي اتفاقية معه وبدون مصادقة المصالح الولائية ، لقد بلغ السيل الزبى السيد الرئيس فإذا كانت لكم مصلحة مع هذا المحامي بالدار البيضاء فهو شأن يعنيك لوحدك”.
ووجهت المستشارة المذكورة مدفعيتها للرئيس فيما يتعلق بخصوص هزالة مستوى الإتفاقيات التي تم إنتاجها خلال هذه الولاية ” فالإتفاقية ليست فيها أدنى شروط العمل مما جعل المصالح الولائية ترفضها مرارا وتكرارا مما يسئ لعمل مستشاري الجماعة”، منتقدة في ذات الوقت ضرب الرئيس خلال ولايته كل العمل الذي تمت مراكمته، وخرقه لمنهجيات العمل التي سار عليها عمل المستشارين بهذا المجلس ومنذ مدة طويلة؛ لتذكره بضرورة تغيير أسلوب العمل في التعامل مع أعضاء المجلس لأن الجماعة على حد قولها ” ويجب ان تعلم ان هذه جماعة وليست زريبة ، جماعة لها مستشاريها لهم رأي فيها ولهم منهجية عمل يسيرون وفقها ، رغم تجاوزنا للأمر للعديد من المرات لعلك تتراجع عن أسلوبك” إلا أن منطق الرئيس الحالي سيفتح مسار الجماعة على الهاوية.
واتهمت المستشارة في ختام مداخلتها رئيس الجماعة بقمع الرأي المعارض ومحاباة البعض على حساب الآخر، مما فجر جوا من المشاحنات، والأغرب هو الطريقة التي مرر بها الرئيس قراراته بالتصويت، وأمام ممثل سلطات الوصاية؛ ويبقى تساؤل الشارع: إلى متى؟ ومن له المصلحة في استمرار هذا الوضع؟