مع بداية الموسم الدراسي الجامعي الحالي يواجه أكثر من 30 الف طالب وطالبة نقصا حادا في توفير السكن لفئة واسعة منهم بمختلف الكليات بمدينة الرشيدية ،فعلى مر السنوات ظل توفير السكن الجامعي احدى المشاكل التي تشغل بال هؤلاء الطلبة خاصة وأن العرض المتوفر لا يمكنه استيعاب العدد المتزايد من الطلبة مع بداية كل موسم دراسي جديد، فالحي الجامعي مملوء عن اخره كما أن دار الطالبة الذي ترعاه احدى الجمعيات لا يمكنها تلبية هذا الطلب المتزايد بكثرة ، مما يطرح السؤال حول مصير الطلبة المنحدرين من الاقاليم المجاورة والذين لم يسعفهم الحظ في الحصول على الاقامة والسكن بالحي الجامعي ؟
أمام هذا الاكراه الشديد وفي ظل العجز الحاصل في توفير السكن الجامعي ،تزداد معاناة الطلبة ويضطر الكثير منهم إلى البحث عن ملاذ اخرمن أجل التفرغ للموسم الدراسي الجديد ،ومن هنا تبدأ المعاناة بشكل تجعل الطالب فريسة بين يدي أصحاب الشقق الذين يجدونها فرصة لاكتساب المزيد من المال ،بحيث يفضل البعض من أصحاب هذه المنازل وخاصة المجاورة والقريبة من الكليات من مغادرة مسكنهم الاصلي إلى وجهة اخرى وكرائها للطلبة بسومة كرائية غالية لا خيار أمام الطلبة سوى تحمل مصاريفها مجبرين لا سبيل اخر لهم في ذلك ،وغير بعيد عن محيط المؤسسة الجامعية استفاد أحد المستثمرين من وعاء عقاري كبير وضع رهن إشارته منذ اكثر من 7 سنوات قصد بناء حي جامعي لتعزيز العرض السكني ومواجهة النقص الحاصل في هذا المجال ومواجهة العدد المتزايد من الطلبة أيضا ، ورغم جميع التسهيلات التي قدمت لهذا المستثمر إلا أن المشروع تعثر في منتصف الطريق ولم ير النور إلى حدود هذه الساعة دون معرفة الاسباب ويبقى الوضع كما هو عليه الان.
في ظل الازمة الحالية إذن ومع تزايد عدد الطلبة الذي يزداد مع بداية كل موسم جامعي وفي غياب الحلول البديلة ،يظل مصير الطالب معلقا ،همه الشاغل توفير الظروف المناسبة للتفرغ الدراسي، بينما في الجانب الاخر هناك من يجدها فرصة مواتية لكسب المزيد من الربح وجني المال مستغلا الظروف الصعبة التي تواجه الطلبة خلال كل موسم دراسي دون مراعاة الظروف والحالة الاجتماعية لمعظم الطلبة الذين ينحرد معظمهم من مناطق نائية جدا ضحية الجغرافية الطبيعية والمجالية بجهة لا زالت تفتقر إلى من يفك عنها عزلتها ، بل وضحية نخب سياسية غير مبالية بأهمية التعليم الجامعي وغير مبالية بما حققه أبناء هذه المنطقة من تفوق دراسي كبير ورتب عالية على المستوى الجهوي والوطني. كما يجب على الجهات المختصة الاسراع بإيجاد الحلول المناسبة لمواجهة هذه المعضلة وتوفير السكن الجامعي عن طريق تشجيع الاستثمار في هذا القطاع وقطع الطريق عن المضاربين الذين يستحودون على العقار تحت غطاء توفير السكن الجامعي .
