مجتمع

الحبيب شوباني يكتب .. “المسألة اليهودية” في زمن الطوفان : تزوير التاريخ كأسلوب لبناء السردية الصهيونية حسب المؤرخ Shlomo Sand

 

 

  1. شلومو ساند هو أحد “المؤرخين الإسرائيليين الجدد”، ولد سنة 1946 في مخيم للنازحين بمدينة لينز Linz بالنمسا في أعقاب الحرب العالمية الثانية، ويعمل أستاذا للتاريخ المعاصر بجامعة تل أبيب منذ عام 1985. ينتمي سياسيا لليسار، ويناضل فكريا من أجل أن تصبح إسرائيل “دولة ديمقراطية لجميع الإسرائيليين، وليس فقط لجميع اليهود“. مواقفه المناهضة للسردية الصهيونية تلازمه في كل تصريحاته وما يعبر عنه من خلال كتبه، ومقالاته ومحاضراته، وحضوره الإعلامي الكبير في مختلف وسائل الإعلام التقليدية والحديثة. اشتهر شلومو ساند بمقالات دولية يواجه فيها رموزا صهيونية كلما تعلق الأمر بتحريف حقائق التاريخ؛ من أشهر هذه المقالات ردُّه العلمي الصاعق على وزيرة التربية الوطنية الصهيونيةLimor Livnat على صفحات جريدة “لوموند Le Monde” بتاريخ 5 يناير 2002. فقد كتبت الوزيرة مقالا في نفس الجريدة بتاريخ 21 دجنبر2001 مليئا بالمغالطات عن تاريخ فلسطين بهدف التنكر للحقوق الثابتة الشعب الفلسطيني. بَنَتْ   Livnat موقفها على العقيدة الصهيونية الاستيطانية التي تُصرُّ على أن الأوطان تُبنى بالذاكرة (اليهود) كما تبنى بالنسيان (الفلسطينيون) ..وأن على الشعب الفلسطيني نسيان شيء يسمى فلسطين نهائيا، كما نسي المسلمون شيئا كان يسمى الأندلس نهائيا. هذا التحريف ردت عليه الخبيرة الفرنسية في المجال التربوي EDITH GEAHEL، بعبارة بليغة وجامعة، في مقال لها بنفس الجريدة بعنوان: “التاريخ والأيديولوجيةHistoire et Idéologie[1]، تقول فيها:

 “Madame, votre pays dispose de deux armes qu’il maîtrise parfaitement : le souvenir de l’extermination de la seconde guerre mondiale et une armée surpuissante. Inutile d’y rajouter la falsification. / سيدتي، إن دولتك تمتلك سلاحين تُتقن استعمالهما جيدا: ذكرى إبادة الحرب العالمية الثانية، وجيش فائق القوة. لا داعي لإضافة التزوير إليهما”.

  1. أما شلومو ساند فتصدى للوزيرة الصهيونية بمقال تحت عنوان “إسرائيل: نصيبنا من الكذب Israel : notre part du mensonge[2] قدم له بما يلي:

[NOUS savons depuis le XIXe siècle avec Ernest Renan que, pour édifier une nation, il faut non seulement se souvenir, mais aussi oublier. Le point de vue exprimé dans Le Monde (21 décembre 2001) par Limor Livnat, ministre israélienne de l’éducation, confirme que la négation des droits d’un autre peuple nécessite de recourir à ce même mécanisme mental. Au cours des dernières années, en Israël, il nous a été donné de voir un historien (Shlomo Ben Ami) s’essayer à la politique ; nous pouvons maintenant voir ce que donne l’écriture de l’histoire par une politicienne. Encore faut-il souligner qu’en l’occurrence la politicienne qui a confié à ce journal ses considérations historiographiques n’est pas n’importe qui, puisqu’il s’agit de la ministre qui s’emploie activement à façonner la conscience et la mémoire du passé de la jeunesse israélienne. Limor Livnat est une adepte de l’histoire de la « longue durée » : elle situe le commencement au XIIe siècle avant notre ère et la fin au milieu du deuxième millénaire. L’acteur principal en est un « peuple-race » éternel qui avait réussi à se conquérir un territoire au tout début de l’histoire, mais qui, comme les premiers Espagnols au VIIIe siècle, avait vu sa terre occupée par de méchants Arabes. Toutefois, tout comme les Espagnols qui expulsèrent les Arabes après huit siècles de présence, les juifs parvinrent, eux aussi, à se réapproprier leur terre après mille deux cents longues années].

  1. ترجمة هذا الموقف الصريح في رفضه للسردية الصهيونية، تقول ما يلي:

[لقد عرفنا منذ القرن التاسع عشر مع “إرنست رينان” أنه لكي نبني أمة، فلا ينبغي لنا أن نتذكَّرَ فحسب، بل علينا أن نَنْسى أيضاً. وجهة النظر التي عبرت عنها وزيرة التربية والتعليم الإسرائيلية “ليمور ليفنات” في صحيفة لوموند (21 ديسمبر 2001)، تؤكد أن إنكار حقوق شعب آخر يتطلب اللجوء إلى هذه الإوالية الذهنية نفسُها. في السنوات الأخيرة، رأينا في إسرائيل المؤرخ شلومو بن عامي يجرب حظه في السياسة؛ يمكننا الآن أن نرى ما يحدث عندما تكتب امرأة سياسية التاريخ. من الضروري التأكيد على أن السياسِيَّة التي عهدت إلى هذه الصحيفة بتقديراتها التاريخية، ليست مجرد أي شخص، لأن الأمر يتعلق في هذه الحالة بالوزيرة التي تعمل بنشاط على تشكيل وعي وذاكرة ماضي الشباب الإسرائيلي. “ليمور ليفنات” من عاشقات التاريخ “طويل الأمد”: فهي تضع البداية في القرن الثاني عشر قبل الميلاد، والنهاية في منتصف الألفية الثانية. الفاعل الرئيسي الأزلي هو “الشعب -العِرْق”، الذي نجح في احتلال منطقة ما في بداية التاريخ، ولكنه، مثل الإسبان الأوائل في القرن الثامن، رأوا أرضهم محتلة من قبل العرب الأشرار. ومع ذلك، فكما فعل الإسبان الذين طردوا العرب بعد ثمانية قرون من وجودهم، تمكن اليهود أيضًا من استعادة أرضهم بعد طول مدة ناهزت ألف ومأتي سنة].

  1. لم يكتسب S.Sand شهرته العالمية من مقالاته التي تميزت بانتقاده الشديد للطابع العنصري للسياسات الصهيونية المحرفة للتاريخ، فحسب؛ بل صنعها أساسا بمجموعة من الكتب بلغت 16 مؤلفا، يموج أغلبها بمواقفه المؤسَّسة على نتائج بحثه العلمي كمؤرخ. من أبرز هذا الكتب المثيرة للجدل وسط الجماعات الصهيونية، الكتب التالية: (أولا)، كتاب “كيف تم اختراع أرض إسرائيل: من الأرض المقدسة إلى الوطن الأم Comment la Terre d’Israel fut inventée : De la Terre sainte à la mère patrie[3] ؛و(ثانيا)، كتاب “كيف تم اختراع الشعب اليهودي: من الكتاب المقدس إلى الصهيونيةComment le peuple juif fut inventé :de la Bible au Sionisme [4]؛ كتاب و(ثالثا)، كتاب “سُلالة وهمية: قصة قصيرة لرُهابِ اليهود Une race imaginaire – Courte histoire de la judéophobie[5] ؛ و(رابعا) كتاب “كيف توقَّفتُ عن أن أكون يهوديا Comment j’ai cessé d’être juif[6]، و(خامسا)، كتاب “أفول التاريخ: هل هي نهاية الرواية الوطنية؟crépuscule de l’Histoire : la fin du roman national ?[7]؛ و(سادسا) كتاب “نهاية المثقف الفرنسي: من زولا إلى هويلبيك la fin de l’intellectuel français :De Zola à Houellebecq[8]؛ و(سابعا) كتاب “شَعبانِ لدولة واحدة: إعادة قراءة تاريخ الصهيونيةDeux peuples pour un État ? Relire l’histoire du sionisme[9] .
  2. على سبيل المثال، في كتابه الموسوم ب” كيف تم اختراع أرض إسرائيل: من الأرض المقدسة إلى الوطن الأم”، يفكك شلومو ساند عبارة “أرض إسرائيل Eretz Israel” ليؤكد على عنصر الغموض الذي يلفها. ثم يواصل تفكيكه لهذا الغموض بطرح أسئلة محرجة عن الكيمياء التي يمكن بها للأرض المقدسة المذكورة في التوراة أن تصبح أرضَ وطنٍ حديث في القرن العشرين؟ وكيف أمكن أن تصبح هذه “الأرض الموعودة” منذ آلاف السنين متطابقة على وجه الدقة مع كيان مجهز بمؤسسات سياسية حديثة في القرن العشرين؟ وكيف تشكلت من مستوطنين تحولوا إلى مواطنين وقد جاؤوا إليها وهم غرباء عنها من شعوب شتى؟ وبحدود لا يتضمنها أي دستور حديث؟ وبجيش للدفاع عن هذه الأرض التي صكُّها العقاري يوجد في وثيقة دينية عمرها آلاف السنين؟ وكمؤرخ ملتزم سياسيا وعنيد علميا، لا يخفي شلومو ساند إدانته لأسطورة الوجود الأزلي للشعب اليهودي، ومواصلة بحثه العلمي لتفكيك الأساطير التي تخنق دولة “إسرائيل” وتقودها نحو المجهول. في هذا الإطار، يفكك شلومو ساند في كتابه مفهوم الأرض الغامضة والمقدسة، والتي تدعي الصهيونية الدينية أنها “أرض الميعاد” التي سيكون “للشعب المختار” حق ملكيتها الأزلية، وغير القابلة للتصرف؛ كما أنه يسائل العلاقة التي كانت موجودة، منذ نشأة اليهودية، بين اليهود وبين “أرض إسرائيل Eretz Israel“؟ وهل مفهوم الوطن موجود بالفعل في التوراة والتلمود؟ وهل كان أتباع دين موسى يطمحون دائمًا إلى الهجرة إلى الشرق الأوسط؟ وكيف يمكننا أن نفسر إعراض غالبية أحفاد اليهود عن الإيمان بهذه السردية، وعدم رغبتهم في العيش هناك اليوم؟ وماذا عن السكان غير اليهود في هذه الأرض: هل لهم – أم لا – الحق في العيش هناك؟
  3. وفي كتابه “كيف تم اختراع الشعب اليهودي: من الكتاب المقدس إلى الصهيونية”، يُنَقِّبُ شلومو ساند عن تاريخ نشأة الشعب اليهودي، ويتساءل عما إذا كان الأمر يتعلق بميلادٍ تم قبل أربعة آلاف سنة؟ أم إن المؤرخين اليهود في القرن التاسع عشر هم الذين أعادوا تشكيل شعب بأثر رجعي من أجل تشكيل أمة للمستقبل؟ لكن شلومو ساند يُظهر كيف أنه لأول مرة بدأ الصهاينة، منذ القرن التاسع عشر، ينظرون إلى زمن التوراة باعتباره زمنًا تاريخيًا، أي زمن ميلاد أُمَّة. بسبب ذلك، أحدث كتابه صدمة عنيفة عند اليهود في جميع أنحاء العالم، لأن الجدل حول تاريخ أسطورة “الشعب اليهودي” يُخفي انشغالا مُقلقا لدى اليهود: فمنذ سنوات من البحث البيولوجي الدقيق، لا يزال بعض علماء الوراثة الإسرائيليين يسعون – دون جدوى – إلى إثبات أن اليهود يشكلون شعبًا يتمتع بحمض نووي مُميِّز (ADN). وفي سياق ذي صلة بهذا الاستثمار العلمي المهووس بنقاء العرق اليهودي، تكمن أزمة مفهوم “الدولة اليهودية” التي أراد لها “الحل الصهيوني للمسألة اليهودية” أن تكون جوابا مدعوما بنتائج حاسمة للبحث العلمي في مجال بيولوجيا الوراثة؛ يتعلق الأمر، حسب شلومو ساند، بضرورة نقد سياسات الهوية في “إسرائيل” من خلال الجواب على الأسئلة التالية: لماذا لم ينجح الكيان الصهيوني حتى الآن في تحويل نفسه إلى دولة ينتمي إليها جميع مواطنيها مهما كانت ديانتهم؟ ولماذا يستمر هذا الإصرار المُدان في الابتعاد عن المبدأ الذي تقوم عليه كل الديمقراطيات الحديثة؟
  4. أما في كتابه “سُلالة وهمية: قصة قصيرة لرُهابِ اليهود“، فإن شلومو ساند يتجاوز الجدل المكرور وغير المنتج حول “معاداة السامية antisémitisme” و”معاداة الصهيونيةantisionisme “، ويعطيه أبعادًا جديدة وجريئة. فهو يعود إلى بدايات تاريخ “رُهاب اليهود judéophobie“، ويتحدى الفكرة التي تقول بأن المسيحية بُنيت بعد اليهودية وضدها. على العكس من ذلك، فهو يعتقد، على الرغم من السيرورة التراتبية الزمنية، أن اليهودية هي التي تشكلت بالفعل تحت ضغط المسيحية، وتكيَّفت في نفس الوقت مع شروط الاضطهاد التي تعرضت لها، على مدى قرون، من قبل أعدائها. وهذا الانقلاب في مقاربة علاقة المسيحية باليهودية غني بالفوائد الفكرية والسياسية. فهو يجعل الخلاف غير النزيه الذي يساوي بين “معاداة الصهيونية” و”معاداة السامية“، أمراً عفا عليه الزمن، ويغذي أسئلة معاصرة تماماً، صاغها شلومو ساند، من قبيل ما يلي: “إلى أي مدى يمكن اعتبار الصهيونية هي المرآة التي انعكست عليها المحنة الحديثة ل”رُهاب اليهود”؟ وإلى أي مدى، ومن خلال عملية جدلية معقدة، ورثت الصهيونية الأسس الأيديولوجية التي ميزت دائمًا من يضطهدون اليهود؟ “. بهذا الحفر المعرفي يجعل شلومو ساند المشروع الصهيونية شرا مطلقا، لا يمكن أن يستمر دون اضطهاد مدمِّرٍ لليهود، لأنهم سيكونون الضحية الموالية للمآلات الخطيرة القادمة، كنتيجة حتمية لاستهداف الفلسطينيين بالاضطهاد الأصلي.
  5. أخيرا، وفي كتابه “شَعبانِ لدولة واحدة: إعادة قراءة تاريخ الصهيونية“، يؤكد شلومو ساند أن إنشاء دولة ثنائية القومية، حيث يكون الإسرائيليون والفلسطينيون مواطنين في نفس الدولة، كان ذات يوم طموحًا للعديد من المثقفين اليهود من اليسار واليمين. فالمواقف المتخذة لصالح ثنائية القومية امتدت من المفكر اليهودي الأوكراني Ahad Haam (1856-1927)، وأحد زعماء منظمة “محبي صهيون Amants de Sion“، وصولا إلى الحِبْر اليهودي الأمريكي Léon Magnes (1877-1948)، مرورا بالفيلسوفة اليهودية الألمانية Hannah Arendt (1906-1975)، وآخرين غيرهم كثير. هؤلاء جميعهم آمنوا بأن الرغبة في إنشاء دولة خالصة لليهود على أرض يسكنها العرب بشكل رئيسي، ستؤدي حتما إلى صراع عنيف، وسيستعصي على الحل. ومع صعود اليمين الصهيوني المتطرف في إسرائيل إلى السلطة، والمجازر والإبادة التي يتعرض لها قطاع غزة، أصبحت مسألة الدولة ثنائية القومية ، حسب شلومو ساند، بمثابة حل من حلول الطوارئ للمنطقة؛ فهو يعتقد أن إدارة الظهر لهذا الحل أو التنكر له لن يغير شيئاً من مآلات الصراع، لإن الثنائية القومية ليست مجرد أمنيات، بل إنها أيضاً واقع عنيد: إذ يهيمن 7.5 مليون يهودي إسرائيلي على شعب عربي فلسطيني يبلغ تعداده 7.5 مليون نسمة، من خلال سياسات عنصرية وبربرية تعتمد الطرد والتهجير والقمع والاعتقال، وهما يعيشان معا على نفس الحيِّز الضيق من الأرض، لكن المكون العربي يظل محروما من الحقوق المدنية والحريات السياسية الأساسية. ومن الواضح أن مثل هذا الوضع لا يمكن أن يستمر إلى الأبد.
  6. بشكل عام وفي باقي كتبه، فإن الأطروحة الفكرية المركزية لشلومو ساند تدور حول التشكيك العلمي المنهجي في السردية التاريخية التأسيسية للقومية اليهودية المصطنعة، واختبار الفرضية التي بموجبها يقتضي مصطلح “الشعب اليهودي” وجود ممارسات دينية ودنيوية مشتركة وعريقة، وهو ما لا يمكن تأكيد صحته على الإطلاق في حالة الجماعات اليهودية المنتشرة عبر العالم لقرون. لذلك يدعو شلومو ساند لتجريد التواريخ الوطنية من القومية، وإلغاء الرواية القومية ل”السلالة اليهودية النقية la pure lignée juive” كما صاغتها السردية الصهيونية؛ وهو بذلك أيضا لا يؤمن بأسطورة وجود المنفى المؤسِّس لأسطورة الشتات عام 70م، بعد طرد اليهود من القدس على يد الامبراطور الروماني “تيتوسTitus “. ويؤكد عكس ذلك، على أن انتشار اليهود في جميع أنحاء العالم تم بشكل تدريجي من خلال مسار تاريخي طويل من التحولات الاجتماعية الطبيعية، ويرفض فكرة “الأسطورة القومية” التي تعتبر كل الجماعات اليهودية المتنوعة والمختلفة عرقيا وثقافيا، على أنهم يشكلون شعبًا أو أمة لها صلة عقارية أو سياسية بفلسطين، مكتسبةٌ للشرعية القانونية أو التاريخية. كما أن شلومو ساند عندما أرجع بطاقة تعريفه الوطنية للسلطات الإسرائيلية لأنه يرفض التنصيص فيها على هويته الدينية كيهودي، وليس كمواطن إسرائيلي فقط؛ فقد فعل ذلك لأنه يناهض المقولة الصهيونية التي تدعي أن “اليهودي سيكون دائمًا من عرق آخر“، وأن اليهودية جوهر ثابت وغير متعدد ولا يمكن تعديله بالسيرورة الاجتماعية والتاريخية، وهو ما فصَّل فيه القول في كتابه “كيف توقفت عن أن أكون يهوديا Comment j’ai cessé d’être juif “.

 

[1] https://www.lemonde.fr/archives/article/2001/12/30/histoire-et-ideologie_4216859_1819218.html

[2] https://www.lemonde.fr/archives/article/2002/01/05/israel-notre-part-de-mensonge_4218641_1819218.html

 

[3] Shlomo Sand, Comment la Terre d’Israel fut inventée : De la Terre sainte à la mère patrie, Paris, Flammarion, 2014.

[4] Shlomo Sand, Comment le peuple juif fut inventé : de la Bible au Sionisme, Paris, Fayard, 2008.

[5] Shlomo Sand, Une race imaginaire – Courte histoire de la judéophobie, Paris (Seuil), 2020.

[6] Shlomo Sand, Comment j’ai cessé d’être juif, Paris, Flammarion, 2013.

[7] Shlomo Sand, crépuscule de l’Histoire : la fin du roman national ? Paris, Flammarion, 2015.

[8] Shlomo Sand, la fin de l’intellectuel français : De Zola à Houellebecq, Paris, la Découverte, 2016.

[9]Shlomo Sand, Deux peuples pour un État ? Relire l’histoire du sionisme, Paris, Seuil, 2013.

 

مقالات ذات صلة

Back to top button

Adblock Detected

يجب عليك تعطيل مانع الإعلانات - Ad Block أو عدم إغلاق الإعلان بسرعة حتى يمكنك الإطلاع على المحتوى