الرشيديةسياسة

يوسف الكوش يكتب: ماذا تحقق طيلة سنوات من الإنتظار بإقليم الرشيدية وجهة درعة تافيلالت؟

سؤال لطالما لاكته ألسنة المواطنين، سؤال يقذف في بركة التيه الآسنة التي أصبح مواطنو هذه البقاع يختنقون في قعرها، لعل تحريك القعر يجعلهم يستفيقون من كابوس يخنق أنفاسهم كالجاثوم .

الجواب عن سؤال المتحقق والمنجز، يفترض استحضار المشهد كمنظومة ممارسة معلنة، و أخرى مضمرة للإسناد.

إن السمات البارزة التي تظهر عند القيام بأبسط تشخيص لواقع حال المجالس محليا، إقليميا، و جهويا ؛ ولعملها، وواقعها يمكن اختزاله، و دون فذلكة لغوية أو لف و دوران هو تبديد الميزانيات الهزيلة أصلا في ما لا ينفع، و سوء تسييرها بتوزيع دمها على أبواب، و “مشاريع”  لا رابط بينها، و لو بالمحاولات البئيسة لإدراجها في سياق “برامج ” متشابهة و “متكاملة”؛ و لو كان في مصطلحاتها النزر القليل من الإختلاف- إذ لا اختلاف أصلا بين الأحبة – بغية إضفاء طابع الوضوح على تصورات و برامج متناسخة، و متضادة بشكل متناسل، برامج تؤثثها مفاهيم، و مصطلحات  “دبوزة ” مخصية، مسلوخة وممسوخة عن مرجعياتها و سياقاتها التاريخية، والمؤسساتية ، فأصبحت تلك المصطلحات و المفاهيم كالمومس، ملكا مشاعا بين الكل، و أصبح هذا الكل يدبج خطبه، و برامج جماعته ” بمفاهيم”    – أصبحت مجرد كلمات – التنمية،  التنمية المستدامة، التدبير التشاركي، التنمية المندمجة،  المقاربة الشمولية، النجاعة و الإلتقائية، حيث تستعمل في جداول الجماعات الترابية – دون استثناء – كالبارود المستعمل في  سربات الفانتازيا – و هي فانتازيا بالفعل حالات مجالس هذه البقاع، مادام العديد من المنتخبين المحترمين قادرين على إدمان الترحال، فمن الطبيعي الترحال كذلك بين كلمات يجهل بكل يقين أي شيء عنها، يستعملها فقط لأنها “كتنغمو أو كيبان واعر” و فقط ينتشي بها كما ينتشي ” بوسكة ” بصوت ” الغيطة “.

و أضحت كلمات “الدراسة و المصادقة” مترادفة ترادف “الذكر و الأنثى ” دراسة للرفوف ” و مصادقة ” بالدفوف” ، هي لازمة لخلق استمرارية جداول أعمال رتيب، محشوة بمشاريع لا مؤشرات إنجاز عليها، و لا سقف زمني لترى النور، كما لو أن الجهة و الإقليم و المدينة تفتقد للكفاءات التي يمكنها المساهمة في اقتراح حلول لهذه الغمة الجنوب شرقية، فهل لهذه الجماعات الترابية الجرأة للإنفتاح عبر نقاش عمومي على هذه الكفاءات والفعاليات المدنية لتدارس وضع المدينة و الإقليم و عموم الجهة و مستقبلها المفترض في ظل التقاطبات الجديدة وطنيا، و التي هي قيد التشكل: مغرب السرعة القصوى، و مغرب يفتقد لـ “بيطادين” و محروم من أي شكل من أشكال التقرير إلا تنفيذ ما يملى عليه، من طرف أي جهة لا نعرف، و من يعرف فليخبرنا لنجتاز هذه ” الدوخة ” بسلام.

ما الذي تحقق بعد هذا الكم من الإسهال في المصادقة على مشاريع مجهولة مصادر تمويلها، أو مكان إنجازها خاصة بعد حرب الإستنزاف شبه التام التي شهدها العقار بالمدينة وعموم الإقليم، و الغريب هو المسارعة إلى الإجهاز على الملك العقاري الجماعي و العمل على اقتناء عقارات اخرى لإنجاز مشاريع لا دراسة جدوى سبقتها غير الهدر المحموم لتصريحات عقيمة في دورات المجالس، احترف أعضاؤها تدوير الكلام، و تحريف الأولويات عن مواضعها، في سلوك غير مفهوم.

أي شيء تحقق، و تدبير مشكل النقل أصبح من النقط التي ابان من خلالها المجلس عن قصور و تخبط تدبيري، و تهيئة البنية التحتية يذكرنا كل يوم بآثار العدوان، والتشغيل و الثقافة و الرياضة في حكم المحرمات، و..و..و..و.

أي شيء يمكن أن يتحقق في ظل مجالس تتخبط في مشاكل الإستقالات و الإقالات المتواصلة، و مساطر العزل، و رؤساء يحالون على السجون في قضايا تمس الذمة و المروءة، و أعضاء منتخبون بعض “حط السلاح و مشى يستراح” و البعض فضل اللجوء لمكاتب المشعوذين لإعداد بعض ” الحروز” كدراسات لفك اشكاليات التنمية بهذه الجهة “المسكونة”، و البعض ” الله يعفو” إلى أن يصحو سنخبركم بتصوره التنموي..

ماذا تحقق، هو سؤال يومي لمواطني الجهة و الإقليم و المدينة عموما، سؤال حارق لم يجد من يقدم له إجابة و لو على سبيل “الطنز” ربما كانت المرحلة السابقة فرضت على الجميع “يبلع فمو” لكن مع تعيين مسؤول جديد أكيد أن الأمور ستتغير للأحسن أو الأسوء، و الجميل أن الجميع سوف “يسخن البنادر” و ” يبين حنة اليدين” فالإنتخابات تهل بشائرها…

مقالات ذات صلة

Back to top button
error: Content is protected !!

Adblock Detected

يجب عليك تعطيل مانع الإعلانات - Ad Block أو عدم إغلاق الإعلان بسرعة حتى يمكنك الإطلاع على المحتوى