عرفت فعاليات منتدى المضايق و الواحات المنظم من طرف المجلس الإقليمي للسياحة بتنغير، و بدعم من عمالة الإقليم تحت شعار ” المضايق والواحات: روافع للتنمية الترابية المستدامة بالإقليم” حضورا نوعيا لعدد من الباحثين و الخبراء و فاعلين محليين؛ و هو الحضور الذي أثرى النقاش الذي رافق الندوات التي تم تنظيمها ضمن فعاليات هذا المنتدى و التي أحتضنت أشغاله كل من المركزين الثقافيين بكل من تنغير و بومالن دادس؛ حيث ناقش الحضور عددا من المواضيع التي حددها برنامج المنتدى و المتعلقة بمواضيع الجاذبية الترابية، التراث الثقافي والإبتكار، والعمارة الطينية وتدبير الماء.
و توجت أشغال منتدى المضايق و الواحات ببلورة مجموعة من التوصيات التي همت الجوانب العلمية، المؤسساتية، الإقتصادية، الإجتماعية و كذا البيئية والثقافية والتراثية.
و أكدت توصيات المنتدى على ضرورة العمل على مأسسة المنتدى من أجل الإستدامة من خلال إضفاء الرعاية السامية على النسخة الثانية من المنتدى، موازاة مع إحداث مرصد للدراسات الواحية والجبيلة و إغنائه بالدراسات ذات الصلة بعمل المنتدى؛ إضافة إلى تشجيع انفتاح الجامعات و المراكز البحثية على توجيه إهتماماتها للإشتغال على القضايا المتعلقة بالواحات و المضايق، و عقد الشراكات ذات الصلة، و الترافع من أجل تفعيل الترسانة القانونية الخاصة بالعمارة الطينية وطرق البناء التقليدية، و إحداث قاعدة بيانات خاصة بهذا المجال.
و أوصى المشاركون في المنتدى على ضرورة التركيز على المستويين الإقتصادي و الإجتماعي من خلال دعم وتشجيع الفلاحة البيولوجية والسياحة البيئية و تنظيماتها، و تأهيل العنصر البشري لتسهيل إدماجه في سوق الشغل؛ فيما أكدت توصيات المشاركين، و خاصة في الشق البيئي على ضرورة تطوير استراتيجيات متكيفة مع التغيرات المناخية من أجل تدبير أمثل للموارد المائية، و تثمين العمارة التقليدية المحلية و المحافظة عليها.
و حث المنتدى على ضرورة تثمين الموروث الثقافي و التراثي و توثيقه و إحداث مدرسة للتراث، مع تشجيع المبادرات الهادفة إلى الحفاظ على العمارة التقليدية، مع التأكيد على ضرورة إدماج الرحل في الخطط التنموية.
و الجدير بالذكر، أن المشاركين في فعاليات منتدى المضايق و الواحات أكدوا على ضرورة تفعيل توصيات هذه النسخة من المنتدى من خلال لجنة تتبع علمية سيتم إحداثها لهذا الغرض، و كذا التسويق للمنتدى عن طريق استراتيجية تواصلية ناجعة عبر خلق منصة رقمية خاصة بالمنتدى.
