تعيش الكلية المتعددة التخصصات بالرشيدية على وقع سلسلة من الأزمات المتشابكة، التي ألقت بظلالها على السير العادي للموسم الجامعي الحالي، وأثارت موجة من التذمر في صفوف الطلبة الذين عبّروا عن استيائهم مما وصفوه بـ«الاختلالات العميقة» في التسييرين الإداري والبيداغوجي داخل المؤسسة.
غياب لوائح الأفواج وتأخر في التنظيم
ورغم انطلاق الدروس منذ السادس من أكتوبر الجاري، ما تزال لوائح الأفواج غائبة إلى حدود الساعة، الأمر الذي خلق ارتباكاً واضحاً في متابعة المحاضرات وتوزيع الطلبة على القاعات، وسط استغراب كبير من التأخر غير المبرر في تنظيم العملية. هذا الوضع، حسب تعبير عدد من الطلبة، يعكس «عجزاً إدارياً» يعرقل انطلاقة الموسم الجامعي في ظروف طبيعية ومنصفة.
تضييق على حق تغيير الشعبة
ولم تقف معاناة الطلبة عند هذا الحد، إذ جرى تسجيل تضييق على حقهم في تغيير الشعبة، ما اعتبروه «إجحافاً» يحدّ من حرية الاختيار الأكاديمي، ويجبر العديد منهم على الاستمرار في مسارات لا تتناسب مع ميولاتهم أو قدراتهم، مما ينعكس سلباً على جودة التكوين والتحصيل العلمي.
اختلالات بيداغوجية ومرافق مغلقة
كما سجل الطلبة استياءهم من قرار حصر إضافة الوحدات في مادة واحدة فقط، دون مراعاة للظروف الفردية للطلبة أو خصوصيات كل مسار تكويني، إلى جانب استمرار إغلاق المقصف الجامعي رغم أهميته الاجتماعية، في وقت تفتقر فيه الكلية للتجهيزات الأساسية التي تضمن تكويناً أكاديمياً في المستوى المطلوب.
دعوات إلى تصحيح المسار
أمام هذا الوضع، أعلنت الطلبة عن مقاطعة شاملة لمرافق الكلية، باستثناء المكتبة ومركز الإعلاميات، إلى غاية يوم الإثنين المقبل، في خطوة تصعيدية اعتبرها الطلبة إنذاراً أولياً للإدارة من أجل مراجعة اختلالات التسيير، وإعادة النظر في طريقة تدبير الشأن الداخلي للمؤسسة.
وأكد ممثلو الطلبة، في بياناتهم ومداخلاتهم، على ضرورة تعويض الحصص الدراسية التي تم تفويتها بسبب هذه الأوضاع، داعين في الوقت ذاته إلى إرساء أسس الحكامة الجيدة والمسؤولية داخل الكلية، بما يضمن سيراً عادياً للموسم الجامعي واستعادة ثقة الطلبة في مؤسستهم.
