الرشيدية

رضوان الشتيوي مدير السجن المحلي بالرشيدية : ” ترسيخ المفهوم الشمولي للإدماج يتأتى عبر انفتاح المؤسسة على المجتمع الخارجي وباقي المهتمين “

نظم السجن المحلي بالرشيدية يوم الجمعة الماضي، احتفالا رسميا تخليدا للذكرى الـ 14 لتأسيس المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج، والتي تصادف 29 ابريل من كل سنة.
وعرف الاحتفال حضور ممثلي السلطات المحلية والقضائية والأمنية والإدارية والهيئات المنتخبة والمؤسسات العمومية وكذا ممثلين عن وسائل الإعلام وجمعيات المجتمع المدني.
وإستحضر السيد رضوان الشتيوي مدير السجن المحلي بالرشيدية في معرض كلمته بالمناسبة السياق الإستثنائي لهذه المناسبة والتي تأتي بعد العودة التدريجية للحياة الطبيعية بعد التخفيف من القيود التي كانت تفرضها ظروف جائحة كوفيد 19،والذي لم تكن المؤسسات السجنية بمنآى عنه مما فرض إحداث خلايا للمواكبة والتتبع اليومي للوضع بالمؤسسات السجنية وللحالات المسجلة في صفوق النزلاء والموظفين على السواء، من خلال وضع خطط وبرامج مركزية، جهوية ومحلية تتماشى مع القرارات والتوجيهات الحكومية المختصة، وتوفير الوسائل المادية واللوجيستيكية والبشرية وتدبيرها بشكل أمثل مما خلق نوعا من التوازن داخل المؤسسات السجنية وطنيا وجهويا خاصة بعد ما عرفه السجن المحلي بوارزازات من إرتفاع لحالات الإصابة تم تدبيره بالفعالية والتضحيات اللازمة، مستحضرا حالة شهيد الواجب الوطني والمهني القائد الممتاز ” أنصيلة عبد الصادق”

وأبرز السيد الشتيوي الجهود المبذولة مركزيا وجهويا ومحليا، وتوجيهات السيد المندوب العام لإدارة السجون، والتعاون الوثيق للسلطات المختصة في شخص السيد الوالي وعموم الشركاء، والتي سمحت بتوفير كل المستلزمات والوسائل الضرورية، إضافة إلى إحداث مستشفى ميداني داخل المؤسسة سمح باحتواء سريع للوضع في مدة قياسية، مع الإشادة بنزلاء المؤسسة وموظفيها الذين أبانوا عن تفاني ونكران الذات في العديد من الأشهر من أجل إحتواء انتقال العدوى، دون أن ينسى السيد رضوان الشتيوي التأكيد على مواصلة اتخاذ الحيطة والحذر والمزيد من الإلتزام بالتدابير الإحترازية لتجنب أية انتكاسة جديدة.
وأعرب مدير السجن المحلي بالرشيدية عن سعادته بالحضور المتميز في هذه المناسبة والتي تعتبر لحظة جد مهمة لإستحضار أهم المنجزات التي تم تحقيقها داخل القطاع، والتعريف بالمجهودات المبذولة من طرف موظفي القطاع الرامية إلى تأهيل النزلاء للإدماج بعد الإفراج عنهم، والحفاظ على الأمن والإنضباط داخل المؤسسة باعتماد مقاربة أمنية إدماجية لخدمة الوطن العزيز، وتجسيدا للرؤية الشمولية للإصلاح والأدوار المهمة التي تضطلع بها المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج و تحقيقا للغايات التي تم إحداثها وفقا للرؤية الملكية السامية، والتي شكلت نقطة تحول كبرى في مسار هذا القطاع، للمهام التي أنيطت به من أجل إعداد وتنفيذ السياسة الحكومية في مجال إعادة إدماج السجناء.
وابرز رضوان الشتيوي في معرض الكلمة نفسها أن التوجيهات والعناية الملكية السامية بهذا القطاع، هي التي سارت على دأبها المندوبية العامة التي انخرطت بشكل جدي وفعال في إعداد وتنفيذ خطط وبرامج تستند على ثوابت علمية وإجرائية بهدف أنسنة ظروف الإعتقال، من خلال بناء مؤسسات جديدة، وإغلاق المتهالك منها للحد من ظاهر الإكتظاظ وتوفير بنية تحتية ملائمة تتيح إعمال تصنيف ملائم، والرفع من الطاقة الإيوائية لحظيرة السجون من حيث التهوية والإنارة والمساحة المخصصة لكل سجين وتوفير المرافق الصحية والرياضية والثقافية للمساهمة في تأهيل السجناء وإعادة إدماجهم بعد الإفراج عنهم؛ مضيفا أن المندوبية عملت على تحسين جودة التغذية وإعمال المراقبة اللازمة على سلسلة إعداد الوجبات الغذائية، وتحديث مطابخ السجون، و إعطاء الرعاية الصحية الأولوية كحق مكفول للسجناء، وتوفير الأدوية والأطر الطبية وشبه الطبية وتعزيز كفاءاتها، والتعاقد مع أطباء القطاع العام في مختلف التخصصات وفقا للإجراءات القانونية المعمول بها، حيث شكلت سنة 2011 مرحلة مهمة تميزت بإصدار دليل عملي يحدد مسؤولية ومجال وطريقة تدخل مختلف الجهات المعنية كل حسب اختصاصه خلال جميع مراحل تدبير حالات الإضراب عن الطعام المبلغ بها كتابة لإدارة المؤسسة.
وانتقل رضوان الشتيوي للتعريف بالإنفتاح الغير مسبوق الذي تعرفه المؤسسة السجنية من خلال التنسيق مع مجموعة من القطاعات الوزارية الخارجية كالتعليم، التكوين المهني والفلاحي والحرفي، وإحداث برامج جديدة ومتميزة بهدف تطوير مهارات النزلاء وقدراتهم، وفتح الفرص أمامهم للإندماج الإجتماعي والإقتصادي كبرنامج ” دار المقاول ” والمندرج ضمن البرامج النموذجية المتبناة من طرف المندوبية بشراكة مع مؤسسات بنكية، ومؤسسة محمد السادس لإعادة إدماج السجناء، من أجل تمكينهم من المهارات المؤهلة لإنشاء وخلق مشاريع مذرة للدخل، إضافة للعديد من البرامج منها برنامج ” تكوين وتشغيل السجناء في مهن صناعة السيارات”، و ” المقاولة الذاتية ” وبرنامج ” فرصة وإبداع ” .
كما أوضح رضوان الشتيوي أنه على مستوى البرامج التحفيزية فقد أطلقت المندوبية العامة مجلة ” دفاتر السجين”، و ” برنامج كفايات” و” التثقيف بالنظير” و” الجامعات في السجون” بالتنسيق مع العديد من الأساتذة والباحثين والشخصيات الاجتماعية المرموقة بهدف تقويم سلوكات السجناء وتمثلاتهم الإجتماعية وتطوير كفاءاتهم وقدراتهم المعرفية، كما أطلقت المندوبية العديد من الأنشطة الاجتماعية والتواصلية لربط السجناء بمحيطهم الاجتماعي، وتنظيم قافلة وطنية حول قضية الصحراء المغربية والتي جابت 20 مؤسسة سجنية تخللتها العديد من الأنشطة والندوات حول الصحراء المغربية من أجل إذكاء روح المواطنة في صفوف النزلاء والمساهمة اللامشروطة لأسرة القطاع بمختلف مكوناته في دعم النجاحات التي حققتها المملكة في قضية الصحراء المغربية، مسترسلا في كلمته أن المندوبية عملت على إعمال المقاربة الحقوقية من خلال الإنفتاح على مختلف الفاعلين الحقوقيين والجمعويين وتنظيم دورات تكوينية وتحسيسية لفائدة الموظفين حول حقوق الانسان بتعاون مع المجلس الوطني لحقوق الانسان ولجانه الجهوية، ونبذ كل أشكال التمييز والممارسات اللاأخلاقي وتعزيز أليات التظلم عبر القنوات المخصصة لذلك، مع الحفاظ على الإنضباط والسلامة العامة داخل المؤسسة، وتأمين المنشآت وتوفير المعدات الأمنية اللازمة، دون إغفال للمجهودات المبذول لتأهيل العنصر البشري لتدبير أمثل للأزمات وفق خطط تعتمد مقاربة استباقية تتيح الحد من عمليات العنف والإعتداءات داخل المؤسسة، كما عملت المندوبية على تفعيل مبادئ الحكامة الجيدة، والعمل على تحسين ظروف العمل بالنسبة لموظفي المؤسسة من أجل تعزيز الحماية القانونية و توفير شروط ملائمة للعمل وما يفترضه من تدبير يومي محكم لتوفير ظروف ملائمة للنزلاء وتمكينهم من حقوقهم.
وشكل هذا الحفل مناسبة للإعتراف بالمجهودات المبذولة من طرف العاملين بالقطاع لتشجيعهم على الإبتكار والتميز والعطاء من موقع المسؤولية الملقاة على عاتق الجميع والتي تفترض إيلاء الأهمية اللازمة للنهوض بالأوضاع المادية لكل العاملين بالقطاع والتي عمل السيد المندوب العام على رأس أولوياته منذ تعيينه على رأس المندوبية العامة، حسب كلمة مدير السجن المحلي بالرشيدية
وفي ختام كلمته ترحم على شهداء الواجب الوطني من موظفي القطاع وقدم الشكر والامتنان لوالي جهة درعة تافيلالت ولكل السلطات القضائية والأمنية والادارية وكذا للهيئات المنتخبة ومؤسسة محمد السادس لإعادة إدماج السجناء، ولأعضاء اللجنة الجهوية لحقوق الانسان، ولجميع شركاء المؤسسة رافعا رضوان الشتيوي مدير السجن المحلي بالرشيدية برقية ولاء وإخلاص لصاحب الجلالة محمد السادس نصره الله وأيده ولكل أفراد الأسرة الملكية الشريفة.

مقالات ذات صلة

Back to top button
error: Content is protected !!

Adblock Detected

يجب عليك تعطيل مانع الإعلانات - Ad Block أو عدم إغلاق الإعلان بسرعة حتى يمكنك الإطلاع على المحتوى