عبد الحق العزيزي يكتب…النقابة المستقلة للممرضين تحذر من خطر انتحال صفة الممرض على صحة المواطنين بجهة درعة تافيلالت

عبد الحق العزيزي: عضو المكتب الجهوي للنقابة المستقلة للممرضين
يلوح لي سؤال كلما تمعنت حال قطاع الصحة بالمغرب: هل يسير هذا القطاع لوحده؟ هل من يوجه بوصلته فاقد للعيش المشترك معنا كمهنيين ومتدخلين بالقطاع الصحي؟ يهمني في الآونة الأخيرة ظاهرة مزاولة المهن الصحية بصفة غير مشروعة بالمؤسسات العمومية، يثير مخاوفي إلى أي حد وصل تسليع صحة البشر لتلعب بها أيادي لا تمث لمهن التمريض وتقنيات الصحة بأي صلة.
عن أي جودة قطاع صحي نتحدث؟ ونحن نسمح لمن لا يتوفر على شهادة علمية وتكوين لا يترنح الصفر أن يدخل باب القطاع الحساس، هل عميت بصيرة مسؤولين صحيين يتدرعون بحجم الخصاص ( سببه سوء التوزيع) ويدوسون على قوانين الدين والدنيا التي لا تسمح بإنتحال صفة أي إطار صحي سواء كان طبيبا أو ممرضا أو تقنيا.
إن الخصاص في جهة درعة تافيلالت في الممرضين وتقنيي الصحة ليس سببه عدم وجود الخريجين، فمعاهد المهن التمريضية وتقنيات الصحة ومعها المعترف بها حبلى بما يفوق 4000 خريج كل عام، ما ينقص جهتنا هو رفع جاذبيتها لالتحاق الأطر التمريضية والطبية بها، وهذا يتأتى بالتحفيز، تصور معي لو خير مسؤول منتخب بين أن يدعم اتفاقيتي شراكة، الأولى يرصد فيها غلافا ماليا لتحفيز الأطر الطبية والتمريضية للالتحاق بالجهة مع تسهيلات اجتماعية تجعل الخريج يجعل الجهة محط اختياره الأول لما هو متوفر فيها وبين اتفاقية ثانية يدعم من خلالها دخول متطفلين على المهن الصحية لا تربطهم بالمؤسسة العمومية أي رابطة نظامية وقانونية إزاء الإدارة و يعرضون سلامة صحة المواطن للخطر إلى جب المؤسسات الصحية، حتما ستختار دعم اتفاقية الشراكة الأولى لأنك ببساطة تؤمن أن للمواطن الحق في معرفة هوية وأهلية معالجه وجودة تكوينه ولن تقبل وأنت من موقع المسؤولية بأن يمس صحته من هب ودب في انتحال صفة لا يملكها بالأساس.
نية المجالس المنتخبة حسنة في الرفع من العرض الصحي بالجهة وتقويته، وهذا حس وطني عالي ترفع القبعة لحملته، لكن هذا الدعم يجب أن يبنى على أسس متينة تقوي القطاع الصحي بالجهة بأطر صحية ذات كفاءة وأهلية، فمن يداوي المغاربة لا يجب أن يترنح مستواه الصفر وإلا كان الدعم خرابا و وبالا على قطاع الصحة بالجهة.