
توصلت “الجهة8” ببلاغ من الكتابة الإقليمية لحزب العدالة والتنمية، و هذا نصه :
بمناسبة الدخول السياسي الجديد عقدت الكتابة الإقليمية لحزب العدالة والتنمية بالرشيدية لقاءها العادي بالمقر الإقليمي، حيث تدارست خلاله العديد من القضايا التنظيمية و الداخلية للحزب، وتناولت بشكل دقيق ومفصل الوضع السياسي على الصعيدين الوطني والإقليمي، وواقع تدبير الشأن العام بإقليم الرشيدية؛ كما كان اللقاء فرصة لتسطير برنامج عمل الهيئة بما يسهم في إعطاء نفس للعمل السياسي بعد واقعة 08 شتنبر، وما أفرزته من مشهد معطوب ومشوه بعيد كل البعد عن المقومات الديمقراطية والممارسة السياسية بمعناها النبيل؛ هذا المعنى الذي يرتكز على خدمة الصالح العام و السعي في قضاء أغراض الناس كما تؤصل له مدرسة العدالة والتنمية، باعتبارها مدرسة إصلاحية مراكمة ومرصدة للفعل القائم على المرجعية والمبادئ، مساهمة ومنخرطة في توسيع دائرة الإصلاح ومدافعة للفساد والاستبداد من جميع المواقع في المعارضة أو التسيير.
وقد سجل أعضاء الكتابة الإقليمية للحزب منسوب الاستياء الكبير لدى عموم المواطنين جراء فشل القائمين على الشأن العام الحكومي في الوفاء بوعودهم الانتخابية و الاستجابة لتطلعات الرأي العام التنموية، وفي ظل غياب أي إرادة حقيقية في التعاطي بشكل جاد ومسؤول وإيجابي مع الانشغالات اليومية للمواطنين، خصوصا في دعم القدرة الشرائية و خفض أسعار المحروقات بالرغم من تراجع أسعارها على الصعيد العالمي؛ كما وقفت الكتابة الإقليمية بأسف على القصور الكبير في تواصل المسؤولين الحكوميين وما يقتضيه من آليات ووتيرة منتظمة تفسيرا وتبريرا للسياسات المتبعة وتفاعلا مع التساؤلات والانتقادات بشأنها.
وعلى مستوى تدبير الجماعات الترابية بالإقليم ـ و على عكس الوعود السابقة ـ أظهر إبعاد العدالة والتنمية عن التسيير ترديا واضحا للخدمات الجماعية وتوقفا شبه كامل لعجلة التنمية، وتراجعا ملحوظا في التعاطي بشكل مسؤول مع الحاجات اليومية لمرتفقي الجماعات الترابية؛ إضافة إلى غياب أي تواصل وتأطير للمواطنين من طرف عموم منتخبي الثامن من شتنبر، وقد تم تكريس هذا الغياب منذ الوهلة الأولى بمنع النقل المباشر لدورات المجالس وتدني مستوى الشفافية في تدبير شؤونها.
كما سجلت الكتابة الإقليمية بأسى وأسف كبيرين غياب أي فعل مبادر تنموي حقيقي من طرف المجالس المنتخبة على العموم، وعدم قدرتها على متابعة تنزيل واستثمار ما تركته تجربة العدالة والتنمية من فؤائض مالية و مبادرات تنموية ومشاريع مبرمجة، كما تم رصد مظاهر متعددة لرجوع منطق الزبونية والمحسوبية و المصلحة الشخصية و السعي وراء تحقيق مكاسب نفعية من خلال تدبير الشأن الترابي ( ملف اوراش، دعم الجمعيات، تدبير ممتلكات الجماعات، سيارات المصلحة، تضارب المصالح….)
إن الكتابة الإقليمية وهي تستعرض هذه الأوضاع السياسية المقلقة، يهمها أن تعلن للرأي العام ما يلي:
1- إيمانها الراسخ بالدور الكبير الملقى على عاتق حزب العدالة والتنمية في المشهد السياسي، من أجل ترشيد العمل السياسي وإعادة الثقة فيه باعتباره فعلا نبيلا قاصدا مرجحا للمصلحة العامة على الانشغالات الخاصة، وهادفا إلى تحقيق مناخ الحرية والكرامة وتلبية متطلبات المواطنين بحسب الإمكان و المتاح؛
2- استغرابها من السلوك اللامسؤول للحكومة في عدم التواصل مع عموم المواطنين بشأن قضاياهم اليومية، في ظل ارتفاع الأسعار و غلاء المحروقات و تنامي كل مظاهر السخط و الأسى جراء النيل من القدرة الشرائية للمواطنين؛
3- انشغالها العميق بالهشاشة الكبيرة والضعف البين اللذين يطبعان تدبير الجماعات الترابية طيلة هذه السنة، مما يؤشر على مستوى تكوين وخبرة متصدري الشأن العام وأهدافهم، وينمي القلق بشأن الأوضاع التنموية المستقبلية بالإقليم؛
4- اعتبارها النضال الديمقراطي مسارا طويلا وشاقا يتطلب مزيدا من التضحية رغم كل مظاهر النكوص والتحكم، وتعلن انفتاحها على جميع القوى الحية التي تتقاسم نفس الهواجس والرهانات بخصوص البناء الديمقراطي والمؤسساتي ببلادنا؛
5- إطلاقها سلسلة لقاءات تواصلية في ربوع الإقليم، قياما بالواجب في جعل العمل السياسي عملا منتظما و متوصلا، و من منطلق المسؤولية الملقاة على عاتق الحزب في التأطير السياسي، رغم حجم الاستهداف الذي تعرض له منتخبوه ومسؤولوه.
وفي الختام، تتقدم الكتابة الإقليمية بخالص التحية والتقدير لعموم مناضلات ومناضلي الحزب، وتدعوهم للانخراط في هذه الدينامية التنظيمية الجديدة، ترسيخا للمكانة الحقيقية التي يتمتع بها الحزب في المشهد السياسي الوطني والإقليمي، والتي لا تعكسها يقينا النتائج المعلنة في الانتخابات الأخيرة.
عن الكتابة الإقليمية