آخر الأخبارالرشيديةمجتمع

إبراهيم غزان يكتب: الرشيدية التي…

بقلم براهيم غزان

تغيب عنها شهور وأحيانا سنوات وتعود إليها لعلك تجد أشياء تغيرت وتبدلت ان على مستوى الدهنية او على مستوى البنية التحتية او على مستوى نمط تدبيرها وتسييرها او على مستوى نمط عيش ساكنيها، فتجد أن مرحلة الخروج من نمط القرية إلى نمط المدينة قد طالت مدته. فما هي الأسباب الكامنة وراء ذلك؟ وكيف ينعكس ذلك على نمط عيش سكانها وطبيعة تفكيرهم وتعايشهم؟ والعلاقات السائدة بينهم وبين من يدبرون امورهم من منتخبين وسلطات؟ وبين هذه الأخيرة والمجالس المنتخبة؟ وعلاقة هؤلاء بالمجتمع المدني (جمعيات نقابات احزاب)؟ وهل هذا الأخير يقوم بمهامه؟ وهل الدولة تريد تنمية هذه المدينة ام تريدها قاعدة لليد العاملة وللجيش فقط؟

مدينة في ثوب قرية، هذا هو حال الرشيدية؛ طال امد القرية بتقاليدها وأعراف الواحة في جميع نواحي الحياة فيها ولم تخرج بعد إلى التمدن.

لم تلق الرشيدية عناية من طرف الدولة كمجموعة من المدن وتركتها معزولة عن التنمية ولم تتغير ملامحها كثيرا ولازالت مهمشة ان على مستوى البنية التحتية، فلا جامعة ولا مستشفى جامعي ولا معامل ولا ملاعب، ولا حدائق لا مساحات خضراء ولا تشجير ولا ربط بالطريق السيار ولا سكك حديدية ولا اهتمام بالرياضة ولا بالفرق الرياضية، ولا اهتمام بالثقافة والجمعيات الثقافية.

الكل يعلم أن ميزانية المجالس الجماعية ضعيفة جدا لأن لا دخل لها ولايمكنها أن تستجيب لمتطلبات المجتمع وللحاجيات المتزايدة بل الأغرب أن بعض المجالس تتم الرقابة على ميزانيتها من طرف السلطات مما يضعها في مأزق مع الساكنة ومع بعض الجمعيات التي تنتظر الدعم من هذه المجالس.

المتطلبات كثيرة وتدخل الدولة أصبح ضرورة ملحة فالجهة تحتاج إلى دعم استثنائي والى مشاريع كبرى على شاكلة ما فعلته في الشمال او في الأقاليم الجنوبية.

المجتمع المدني في المدينة لم يشكل بعد قوة ضاغطة وقوة اقتراحية مساندة بل يكتفي بالمشاهدة والنقد أحيانا فلا بيانات ولا بلاغات تصدر من مكاتب الاحزاب السياسية ولا من الجمعيات الحقوقية (وان صدرت فتكون محتشمة وتهم قضايا بعينها) بينما ممثلي المدينة بالبرلمان لا يلحون في تنمية المدينة فلا أسئلة شفوية ولا أسئلة كتابية تهم قضايا ومشاكل المدينة.

الرشيدية المدينة المغبونة التي لا يستقر فيها رأس مالها بل هي مجرد معبر ليس الا، فكل المداخيل التي تحصل من ثرواتها الضعيفة أصلا او من الرواج التجاري ومن أجور الموظفين والقوات المسلحة يتم استثمارها في مدن أخرى.

عاصمة أفقر جهة في المغرب تتطلب ميزانية استثنائية من الدولة المغربية وتتطلب مشاريع تشرف عليها الدولة لأن ميزانية المجالس الهزيلة لا يمكنها أن تواجه المتطلبات الملحة.

نحتاج الكثير في مدينتنا؛ نحتاج إلى تمويل البنية التحتية وفك العزلة ونحتاج إلى نهضة ثقافية بإنشاء المزيد من دور الثقافة وتمويل كل الجمعيات التي تشتغل في الحقل الثقافي.

نحتاج مركبات رياضية ودعم الأندية الرياضية بمنح تسمح لها بتسيير انديتها على أكمل وجه خصوصا وأن الطاقات الشابة موجودة.

نحتاج إلى جامعة والى مستشفى جامعي والى حركة اقتصادية تخلق فرص الشغل.

تحتاج المدينة إلى سلطات تسهر على كل كبيرة وصغيرة وتتفاعل مع المجالس المنتخبة وتيسر مهامها لا أن تعرقل لها ميزانيتها الهزيلة أصلا، صحيح أن القانون يمنحها حق المراقبة وحق المصادقة على الميزانيات لكن المرونة مطلوبة من أجل أن تستفيد الساكنة قبل المجالس.

الرشيدية تحتاج إلى شركة لتدبير أمورها كما هو معمول به في بعض المدن؛ فالحاجة ماسة اليوم إلى أسطول للنقل الحضري والى شركات تشرف على المساحات الخضراء وعلى نظافة المدينة وعلى اقامة المهرجانات الثقافية

الرشيدية تحتاج إلى نهضة والى خلخلة العلاقات الاجتماعية فيها لتتحول إلى مدينة منتجة ومدينة جالبة للاستثمار والاستقرار.

مقالات ذات صلة

Back to top button
error: Content is protected !!

Adblock Detected

يجب عليك تعطيل مانع الإعلانات - Ad Block أو عدم إغلاق الإعلان بسرعة حتى يمكنك الإطلاع على المحتوى