أصدرت المنظمة الوطنية لحقوق الطفل فرع جهة درعة تافيلالت بيانًا استنكاريًا تعبر فيه عن قلقها البالغ إزاء انتشار مرض الحصبة المعروف بـ ”بوحمرون” في المنطقة. البيان جاء على خلفية ظهور أعراض المرض بين التلاميذ في جماعة أغيل نومكون بإقليم تنغير مطلع السنة الجارية، وهو ما دفع المجتمع المدني لدق ناقوس الخطر عبر وسائل الإعلام المحلية ومنصات التواصل الإجتماعي.
وتضمن البيان الذي تتوفر جريدة “الجهة الثامنة” على نسخة منه، وصفًا تفصيليًا لأعراض المرض المتمثلة في الحمى، السعال الجاف، التهاب الحلق، الزكام الشديد، وسيلان الأنف، بالإضافة إلى طفح جلدي أحمر يغطي الجسم، وهي جميعها مؤشرات على تفشي مرض الحصبة الفيروسي الحاد والمعدي، والذي يمكن أن يؤدي إلى مضاعفات خطيرة تصل إلى الوفاة.
وأشار البيان إلى أن حالات المرض شهدت ارتفاعًا ملحوظًا في وقت وجيز، حيث انتشرت في جماعات أخرى مثل أيت هاني، أيت سدرات السهل الغربية، والخميس دادس، كما أعلنت وزارة الصحة والحماية الإجتماعية عن ارتفاع حالات الحصبة في المغرب في سياق عالمي يشهد انتشارًا واسعًا لهذا المرض.
وناقش المكتب الجهوي للمنظمة المذكورة خلال إجتماعه المنعقد بتاريخ 28 يوليوز 2024 الوضع الصحي بالجنوب الشرقي عمومًا، حيث تم الوقوف على تفشي داء الحصبة بشكل كبير في الدواوير النائية بدرعة تافيلالت؛ إذ أوضح البيان أن المرض انتشر بين جميع الفئات العمرية، بما في ذلك الشباب والشيوخ، بالإضافة إلى النساء الحوامل والأطفال.
وأكدت المنظمة في بيانها أن خطورة المرض ومضاعفاته الخطيرة، مثل التهابات الدماغ والرئتين، تزايدت مع ارتفاع حالات الوفيات بين الأطفال والأمهات في مناطق مثل أوزيغيمت واما نقيدار. وأعربت المنظمة عن استنكارها لسياسة اللامبالاة التي تنتهجها وزارة الصحة والمجالس المنتخبة في المنطقة لمواجهة هذا الداء والحد من انتشاره.
ودعت المنظمة المندوبية الجهوية والمندوبيات الإقليمية لوزارة الصحة والحماية الإجتماعية بجهة درعة تافيلالت إلى اتخاذ التدابير الميدانية الضرورية، وتعزيز أنشطة الرصد الوبائي، وإطلاق حملات تلقيح قريبة من المواطنين في المناطق النائية، كما طالبت المنظمة الجهات المسؤولة عن المنظومة الصحية بالإسراع في فتح المراكز الصحية وتجهيزها بالمعدات الطبية اللازمة.
كما دعت المنظمة المجالس المنتخبة لتحمل مسؤولياتها الدستورية في توفير الخدمات الصحية والولوج إلى العلاجات، والعمل على رصد مختلف الإختلالات والتحديات التي تواجه المنظومة الصحية، وأوصت بتجهيز المستوصفات والمستشفيات المحلية بالأطر والأدوات الطبية اللازمة، وتوفير مضادات لسموم العقارب والأفاعي في جميع الجماعات الترابية بالجهة.
وناشدت المنظمة في بيانها المديريات الإقليمية لوزارة التربية الوطنية بالجهة لتنظيم حملات توعية حول فيروس الحصبة، وحملات تلقيح بالتنسيق مع المندوبيات الإقليمية لوزارة الصحة والحماية الإجتماعية مع بداية العام الدراسي المقبل.