
عرف مستشفى بوكافر الإقليمي بمدينة ورزازات، مؤخرا، توقفاً مفاجئاً لعمليات إزالة المياه البيضاء (الجلالة)، ما خلق حالة من الاستياء في صفوف المرضى الذين كانوا ينتظرون دورهم ضمن البرنامج الجراحي للمستشفى.
وأكدت مصادر موثوقة لجريدة “الجهة الثامنة”، أن إدارة المؤسسة الصحية اضطرت إلى إعداد لائحة انتظار جديدة لفائدة المرضى المبرمجين، في أفق استئناف التدخلات الجراحية فور عودة الأطر الطبية المختصة إلى العمل.
ويُعزى هذا التوقف إلى غياب الطاقم الطبي المتخصص في جراحة العيون، بعدما غادرت الطبيبة الرئيسية مهامها بالمستشفى، في وقت يوجد الطبيب الثاني في عطلة إدارية، وهو ما أدى إلى شلل شبه كامل في مصلحة طب العيون وتعليق جميع المواعيد الجراحية إلى أجل غير محدد.
هذا الوضع أعاد من جديد النقاش حول الخصاص الحاد في أطباء العيون على صعيد إقليم ورزازات وجهة درعة تافيلالت عموماً، إذ عبّرت فعاليات مدنية وجمعوية عن قلقها من استمرار هذا المشكل البنيوي، مطالبة وزارة الصحة والحماية الاجتماعية بالتدخل العاجل لتغطية هذا العجز وضمان استمرارية الخدمات الجراحية الحيوية.
وأوضحت مصادرنا، أن مستشفى بوكافر لا يخدم فقط ساكنة الإقليم، بل يستقبل مرضى من أقاليم مجاورة مثل زاكورة وتنغير، ما يجعل الضغط عليه مضاعفاً ويزيد من معاناة المرضى، خاصة أولئك الذين ينتظرون تدخلات جراحية دقيقة على مستوى العين.
من جهة أخرى، طالبت فعاليات جمعوية بتعزيز البنية التقنية للمستشفى وتزويده بتجهيزات حديثة وآليات متطورة خاصة بالجراحة بالليزر، فضلاً عن الرفع من عدد المستلزمات الجراحية لتغطية الطلب الكبير، حيث يتجاوز عدد العمليات السنوية لإزالة المياه البيضاء 2000 عملية، في حين لا يتعدى عدد الأدوات الجراحية المخصصة لذلك 260 فقط.
كما دعت هذه الفعاليات إلى إدراج عمليات “الجلالة” ضمن الخدمات المشمولة بالتغطية الصحية الإجبارية، ومراجعة التسعيرة المعتمدة في المصحات الخاصة لضمان تكافؤ الفرص بين المرضى، والحد من الفوارق في الولوج إلى العلاج.
وفي السياق ذاته، جددت أصوات مدنية مطالبتها بالإسراع في إخراج مشروع مستشفى التخصصات بورزازات إلى حيز التنفيذ، لما له من أهمية في تخفيف الضغط عن المستشفى الإقليمي وتحسين جودة الخدمات الصحية لفائدة ساكنة الجهة.






