تعالت في الآونة الأخيرة بمدينة الريش التابعة ترابيا لإقليم ميدلت، أصوات فاعلين محليين وحقوقيين وأطر صحية، مطالبة بإجراء تحاليل دقيقة وشاملة لجودة مياه الشرب، وذلك على خلفية تزايد الشكوك حول ارتفاع نسبة مادة “الكالكير” وتأثيرها المحتمل على صحة الساكنة.
وأكدت مصادر محلية لجريدة “الجهة الثامنة”، أن عددا من المختصين بين صلابة مياه الشرب وارتفاع معدلات الإصابة بأمراض الكلى والمسالك البولية وتسوس الأسنان، وهي أمراض تعرف انتشارا ملحوظا في المدينة مقارنة بمناطق أخرى. وتشير ذات المصادر إلى أن هذه الحالات أصبحت مثار قلق لدى المهنيين والساكنة على حد سواء، خاصة في ظل غياب تقارير حديثة وواضحة حول الجودة الحقيقية للماء الصالح للشرب بالريش.
ويؤكد مهتمون بالشأن المحلي أن مجموعة من الأسر تلجأ إلى شراء المياه المعلبة لتفادي استهلاك مياه الصنبور، في حين تعتمد أسر أخرى على وسائل محلية للتصفية المنزلية، وهو ما يعكس حجم القلق الذي يطبع تعامل المواطنين مع هذه المادة الحيوية.
في السياق نفسه، كشف فاعلون مدنيون أن الاستعدادات جارية لإطلاق حملة ترافعية خلال الأسابيع المقبلة، بهدف المطالبة بإخضاع مياه الشرب لتحاليل مخبرية دورية تُنشر نتائجها للرأي العام، وضمان احترام المعايير الصحية الوطنية والدولية. وتستهدف هذه المبادرة دفع الجهات المسؤولة إلى التعامل بجدية أكبر مع الملف، وطمأنة الساكنة بشأن جودة المياه التي تستهلكها يومياً.
وتبقى ساكنة مدينة الريش، في انتظار خطوات رسمية ملموسة، متشبثة بحقها في الحصول على ماء صالح للشرب بجودة مضمونة، وبمعلومات واضحة وشفافة حول كل ما يتعلق بسلامتها الصحية.
