علمت جريدة “الجهة الثامنة” من مصادر موثوقة أن عميد الكلية المتعددة التخصصات بالرشيدية يواجه اتهامات بتجاهل تعليمات صريحة أصدرها وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار عز الدين الميداوي، تتعلق بإطلاق مجموعة من مسارات التكوين الجديدة وعلى رأسها إجازات التميز وماسترات التميز، إلى جانب تفعيل نظام التوقيت الميسر لفائدة الموظفين الراغبين في متابعة دراستهم الجامعية دون الإخلال بالتزاماتهم المهنية.
وأكدت مصادر الجريدة، أن الوزير أصدر مؤخرا، أوامر واضحة بضرورة اعتماد هذا النظام داخل مسالك التميز باعتباره خطوة بيداغوجية تستجيب لحاجيات فئة عريضة من العاملين الذين يبحثون عن الارتقاء بمستوياتهم التعليمية، غير أن العميد لم يبادر إلى تنفيذ هذه التوجيهات رغم المراسلات والاجتماعات السابقة التي شددت على أهمية تفعيل الإصلاح.
وأكدت مصادر الجريدة، أن الوزير شدد أيضاً على ضرورة تسريع مشروع تقسيم الكلية المتعددة التخصصات إلى ثلاث مؤسسات جامعية قائمة بذاتها، وهي كلية القانون والعلوم السياسية، وكلية الاقتصاد والتدبير، وكلية الآداب واللغات والفنون الجميلة، وذلك في إطار مشروع إحداث جامعة مستقلة بجهة درعة تافيلالت، وهي خطوة من شأنها تعزيز البنية الجامعية بالجهة ودعم حضورها الأكاديمي على المستوى الوطني.
ورغم الطابع الاستعجالي لهذا المشروع الاستراتيجي، تؤكد ذات المصادر أن العميد لم يلتزم بالوتيرة المطلوبة لتنفيذه، ما خلق حالة من الغموض حول أسباب هذا التعطيل غير المبرر.
وفي سياق متصل، تعيش الكلية وضعاً داخلياً مضطرباً بحسب شهادات حصلت عليها الجريدة، حيث يتحدث عدد من الموظفين عن أجواء احتقان وتوتر نتيجة ما وصفوه بتصرفات متعنتة من طرف العميد وغياب قنوات التواصل داخل المؤسسة. وكشفت المصادر أن عدداً من الموظفين وضعوا استقالاتهم خلال الفترة الأخيرة احتجاجاً على ما اعتبروه ممارسات تمس بجو العمل وتؤثر على السير العادي للمرفق الإداري، مما ساهم في تعميق الهوة بين الإدارة والأطر العاملة داخل الكلية.
وتعتبر هذه التطورات مؤشراً على أزمة بنيوية تهدد استقرار المؤسسة الجامعية في حال استمرار الخلافات وعدم التجاوب مع التوجيهات الوزارية.
ورغم محاولات الجريدة الحصول على تعليق من عمادة الكلية بشأن هذه المعطيات، لم نتوصل بأي توضيح رسمي إلى حدود كتابة هذا المقال، فيما تبقى الجهة في انتظار تفعيل الإصلاحات المعلن عنها وإنهاء حالة الارتباك التي باتت تلقي بظلالها على مستقبل هذا المرفق الجامعي الحيوي.
