
احتضن المركب الثقافي بالرشيدية، مساء أمس السبت، عرضا مسرحيا أمازيغيا بعنوان “اترس”، كأول عرض من جولة فرقة فضاء أثينا المنحدرة من مدينة تنغير، من خلال مشروعها “من حقك” الذي تدعمه المؤسسة الأورو- متوسطة لحقوق الانسان .
و يأتي تنظيم هذه المسرحية، احتفاء باليوم العالمي للمسرح، تثمينا للعمل المسرحي و للجهود المبذولة في الحفاظ عليه. و أيضا احتفالا و عرفانا لأدوار المرأة المتعددة داخل المجتمع، بمناسبة يومها العالمي.
“اترس ” بما معناه الأمازيغي “الندبة”، هو عرض مسرحي يحمل في طياته مختلف الندوب التي حفرت على قلوب نساء أسامر خاصة، و نساء المغرب عامة، يتغنى بمعاناتهن المختلفة، من هدر مدسي، مرورا بزواج القاصرات، وصولا إلى مشاعر الحزن و الخذلان و الحرمان العاطفي الذي يتخبطن فيه بسبب هجرة الأزواج بعيدا عن الديار، و الغياب الطويل الذي قد يتجاوز السنوات بحثا عن الرزق.
و أكد، محمد أوهمو، مخرج المسرحية، خلال تصريح لجريدة الجهة الثامنة، أن العرض الذي قدمته الفرقة، يندرج ضمن مشروع ” من حقك” الذي يستهدف مناهضة العنف و الانتهاكات التي تعاني منها النساء حفاظا منها على حقوقهن، حيث تترجم المسرحية المشاكل التي تعاني منها النساء على العموم و ليس نساء الجنوب الشرقي فقط، كهجرة الأزواج، و الهدر المدرسي و العنف إضافة إلى الحرمان العاطفي. و أضاف أنهم حاولوا خلال تصورهم الاخراجي الدمج بين الواقعية و الرمزية لإيصال رسالتهم.
أما الممثل سيفاو أوطالب، فقد تحدث في تصريحه للجهة الثامنة، عن هدف العرض، الذي قال أنه جاء لتسليط الضوء على المعاناة النفسية للمرأة إثر السفر طويل المدة للزوج إلى المدينة أو خارج البلاد بحثا عن لقمة العيش، و في ظل العادات و التقاليد المحافظة جدا التي تمنع النساء من التعبير عن هذا المأساة النفسية الأليمة يزداد الوضع النفسي لديهن سوءا.
و اعتبر الحضور، في تصريحات متفرقة، العرض مشوقا ورائعا، سلط الضوء على القضايا التي تهم المرأة، و بعض التفاصيل التي لا نعير لها اهتماما و التي تعني للمرأة الشيئ الكثير”. و كذلك هو دعوة صريحة للعودة للفن المسرحي بالمنطقة.