
شهدت قاعة العروض بالمركب السوسيو ثقافي أولاد الحاج الرشيدية، يوم الجمعة الماضي، عرض مسرحية ” تقرفيت”، والتي نظمت ضمن فعاليات ملتقى أرفود الرشيدية الدولي للمسرح في نسخته الأولى.

وعرف العرض المسرحي الذي أشرف على إنتاجه مختبر اللعب التابع لمنتدى تافيلالت للمسرح والسينما والفنون الدرامية بالرشيدية، حضور مجموعة من الفعاليات الثقافية والجمعوية، وكذا الجمهور المتعطش للفرجة المسرحية.
وقام بأداء هذا العرض المسرحي بالمركز السوسيو ثقافي أولاد الحاج الرشيدية، والذي هو من إخراج م ادريس عفيفي، ثلة من الممثلين الشباب: محمد شهير، فاطمة الزهراء الأخضر، أمينة الليق، خولة كوكني، معاد بياري، حسام كريمح، وياسين الغالي، فيما تكفل الفنان طه كبري بالسينوغرافيا، وكل من حمزة محراش ويوسف المكاوي بالموسيقى والمؤثرات الصوتية، واسماعيل بن يوسف في المحافظة العامة، ومدرب الأداء الصوتي حمزة سلمان بن سلمان، إضافة إلى الدكتور يوسف أمفزع مدير مختبر اللعب ومسؤول التواصل والعلاقات العامة للفرقة المسرحية.

وأكد إدريس سلمان عفيفي مخرج المسرحية، على هامش العرض المسرحي لـ ” الجهة8″، أن هذا العرض مستوحى منن بحث تخرجه، والذي نال من خلاله شهادة الإجازة في شعبة الفنون والوسائط، مسلك المسرح وفنون العرض من كلية اللغات والآدب والفنون، جامعة ابن طفيل القنيطرة، تحت إشراف الدكتور يوسف أمفزع والدكتور هشام بن الهاشمي.
وأضاف المتحدث ذاته للجريدة، أن العرض مقتبس عن تراجيديا كان يا مكان للموسيقار المغربي عبد الوهاب الدكالي، والتي شكلت الفكرة المؤسسة للعمل ككل، مشيرا أن البناء الدرامي إعتمد من خلاله على اللعب في الفضاء استنادا إلى الجسد وتعبيراته المختلفة، إضافة إلى الموسيقى التي استندت إلى الثقافة الشعبية الأمازيغية المغربية وناس الغيوان، حيث ساعدت على إبراز صراع الشخصيات والممثلين على الخشبة، إذ شاهد جمهور مدينة الرشيدية بشغف كبير الحوار الجسدي بين حبيبين يعيشان حياة بسيطة في واد أخضر ويحلمون بغدٍ أفضل، إلى حين حضور إبن شيخ القبيلة على حين غرة، ليختطف الفتاة ويقرر الزواج بها عنوة، فيتدخل الحبيب لإنقاذ حبيبته، ولكن الجوقة المتمثلة في باقي المؤدين تتجه نحو قتله، ووأد شعلة الحب تلك.
وقال المخرج عفيفي، أنه تعمد المزاوجة بين طلبة وخريجي المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي بالرباط كأول معهد متخصص في التكوين المسرحي بالمغرب والأوحد والاجازة المهنية الفنون والوسائط بمسلكيها بكلية الآداب والفنون واللغات جامعة ابن طفيل كتجربة جد متميزة بالجامعات المغربية والتي يتمنى شخصيا أن تعمم بجميع الجامعات المغربية.
وأوضح مخرج المسرحية سلمان عفيفي، أن هذا العمل الإبداعي ينتمي إلى المسرح الجسدي، والاشتغال على الفقر السينوغرافي، واختبار ممكنات الجسد في التعبير وصنع سحر المسرح بعيدا عن الكلام الكثير، والحوار الدرامي الذي أضحى يملأ خشبات المسرح.
وأشار عفيفي في معرض تصريحه للجريدة، أن هذا العرض الأول إهداء إلى روح أمه الطاهرة وإلى أم حضنت وأحبت كما أنهما روح واحدة من جهة، ومن جهة أخرى إلى جمهور مدينة الرشيدية المتعطش للفعل الثقافي، والفن المسرحي تحديدا، ودعا إدريس سلمان عفيفي إلى ضرورة دعم الشأن الثقافي بالمدينة والجهة، مشيرا أنها تعاني من ضعف البنيات، وتأخر فتح المركز الثقافي بتاركة الجديدة الذي كان سيساعد المسرحيين في إظهار الوجه الحقيقي للمسرح في المدينة والإقليم.

وتجدر الإشارة، أن الفرقة المسرحية التابعة لمختبر اللعب لمنتدى تافيلالت للمسرح والسينما والفنون الدرامية بالرشيدية مقبلة على تنظيم عروض مسرحية بمجموعة من المدن المغربية.