
إحتضنت مدينة طنجة المناظرة الوطنية الثانية حول الجهوية المتقدمة، والتي تُقام على مدار يومي 20 و21 ديسمبر 2024 تحت شعار “الجهوية المتقدمة بين تحديات اليوم والغد”، وذلك تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.
و موازاة مع انعقاد هذا الحدث، عرفت العديد من المدن و الأقاليم بالمملكة نقل مجريات الجلسات الرسمية والورشات حول موضوع الجهوية المتقدمة؛ حيث إحتضنت مدينة الرشيدية هذا الحدث، وحضر رؤساء جماعات إقليم الرشيدية للفترة الصباحية و التي خصصت لمتابعة البث المباشر بقاعة المركب الثقافي والإجتماعي والرياضي بالرشيدية، إلا أن مجريات الأمور اتخذت منحى آخر في الفترة المسائية، حيث غاب عدد من المنتخبين ورؤساء الجماعات عن حضور نقل مجريات الورشات التي حملت عناوين “تحديات تفعيل اختصاصات الجهة للنهوض بالجاذبية الترابية” و “الإلتقائية بين اللامركزية واللاتمركز الإداري مطلب أساسي لتحفيز الاستثمار المنتج.” و ”تحديات تمويل البرامج الإستثمارية للجهات.”
و أكدت مصادر موثوقة لجريدة “الجهة الثامنة”، أن عددا من رؤساء جماعات إقليم الرشيدية تخلفوا عن الحضور في ورشات فعاليات الدورة الثانية للمناظرات الوطنية للجهوية المتقدمة، حيث شوهد العديد منهم على أرصفة المقاهي أو يتجولون بسيارات المصلحة بشوارع المدينة، في استهتار تام بجسامة المسؤولية الملقاة على عاتقهم، والتي تفترض فيهم حضور هذه الورشات باعتبارها خارطة طريق للتحولات المستقبلية التي سيعرفها التدبير العمومي للشأن العام، والتحديات المطروحة على أكثر من واجهة.
وقالت مصادرنا، أن هذا التصرف أثار حفيظة مصالح ولاية جهة درعة تافيلالت، حيث أبدى عدد من المسؤولين امتعاضهم و استيائهم الشديد من هذه السلوكات اللامسؤولة من جهة منتخبي الإقليم، فهل سيتدخل والي الجهة لتقويم العديد من الإختلالات الموروثة عن الوالي السابق.
وتساءل عدد كبير من متتبعي الشأن المحلي والإقليمي عن دلالات هذا التصرف الذي وصفوه بأنه” ينم على قصور في فهم ووعي القيمين على الشأن العام بهذا الإقليم، وفقر مواطناتي، معرفي وقانوني بقضايا المؤسسات المنتخبة، وجسامة الأدوار الملقاة على عاتقها فيما يخص قضايا التنمية المحلية، والتي حتما هي مختزلة في لا وعيهم في بذلة، وسيارة وامتيازات على حساب مواطنين أثقل كاهلهم بؤس عدد من منتخبيهم على كافة الأصعدة، وضخامة المتطلبات والتطلعات للعيش الكريم.