
تشهد مدينة الرشيدية، مؤخرا، إنتشارا كبيرا لظاهرة التشرد في شوارع وأحياء المدينة، والتي لم تعد تقتصر على فئة معينة، بل شملت بالأساس المسنين والشباب والنساء والأطفال، حيث تساءل العديد من زوار وساكنة المدينة السالفة الذكر عن أسباب تشرد هذه الشرائح من المجتمع، في غياب تام لأي مقاربة اجتماعية من قبل السلطات والمجالس لاحتواء الظاهرة.
وتعرف المدينة المذكورة، سواء بالقرب من المحطة الطرقية، أو أمام السوق المغطاة “المارشي”، انتشارا مهولا لعدد من المشردين، وذلك خلال حلول الليل، حيث يشكلون تجمعات بالعشرات مما يثير مخاوف المارة والزوار من سلوك بعضهم، خاصة وأن من بينهم مختلين عقليا.
وقال عبد الرحيم الزهيدي أحد ساكنة مدينة الرشيدية في تصريح خص به جريدة “الجهة الثامنة”، أنه بالرغم من المبادرات التي تقوم بها السلطات المحلية في فصل الشتاء من خلال جمع المشردين، إلا أن غياب مراكز دائمة أو ملاجئ خاصة بهؤلاء، يزيد من تفاقم الظاهرة وعودتهم إلى الشارع والفضاءات العامة.
وأضاف المتحدث ذاته في تصريحه للجريدة، أن معاناة كبيرة تعيشها هذه الفئة التي فقدت الدفء العائلي وتخلى عنها أقرباؤها وأصبحت تعيش أوضاعا مزرية وصحية ونفسية معقدة.
من جهتها قالت أسماء الزروالي فاعلة جمعوية في المنطقة في تصريحها للجريدة، أن ظاهرة المشردين المحليين قديمة وسط الراشيدية ومعروفة لدى الساكنة، لكن ما يثير القلق ويطرح التساؤل هو العديد الكبير المتزايد لهم واختلاف حالاتهم.
وأوضحت أسماء في تصريحها، أن المدينة تفتقر لدار لرعاية المسنين والمختلين، بحيث يوجد مركز وحيد في جماعة أرفود البعيدة، ما يطرح صعوبة مواجهة الظاهرة والحد منها في غياب الإمكانيات وعدم مشاركة الجماعات والمجتمع المدني.