تنتشر بربوع درعة تافيلالت، العديد من المواقع السياحية التي تستهوي الزائرين المحليين والأجانب، والتي ذاع صيتها عالميا و غدت قبلة للباحثين عن المتعة سواء بالطبيعة على اختلاف تنوعها، أو بالعمران و ما تدخلت فيه يد الإنسان وفكره.
وقليل من هذه المواقع السياحية من حصلت على الاعتراف المحلي والوطني و الرعاية الرسمية للدولة بطريقة أو بأخرى، والحظ لم يحالف العديد من هذه المواقع للتعرض للتثمين والاشهار ثم البروز، بسبب تهميش موجه أو بسبب ضعف البنية السياحية والترويجية المرتبطة بالموقع السياحي.
و من أبرز المواقع التي تزخر بهم جهة درعة تافيلالت، والذي لم ينل حظه من التفرد و “العالمية”، الأعمال الإبداعية والفنية العمرانية للمهندس الألماني Hanns Jörge voth التي أنشأها في جماعة فزنا بإقليم الرشيدية ( السلم السماوي، الحلزون الذهبي، ومدينة الشرق)، وكلفته ملايين الدراهم، في فترة بناء قاربت الـ16 سنة .
هذا المكون السياحي، ذو القيمة الابداعية العالية، و المتفرد في جهة درعة تافيلالت و إقليم الرشيدية على وجه التخصيص، لم ينل حظه من التقديم و التنظيم و تعزيز عناصر الجذب، حيث عاينت “الجهة8″، الاستهتار الذي يُعامل به المواطنون المغاربة والأجانب من طرف القائمين على ترتيب الزيارات لهاته المواقع الثلاثة، والتي تكلف زائرها مسافة معتبرة إلى خارج جماعة فزنا الترابية، و تكلف ولوجا في طريق غير معبدة و تحبل بكل أنواع معيقات التقدم في الزيارة (رمال، وديان، مطبات،…).
و رصدت “الجهة8” وجود عملية تلاعب في عملية تحصيل واجبات الزيارة، إذ لايتحصل الزائر على وثيقة تثبت أداء المبلغ الذي حددته الجمعية المشرفة على المواقع في خمسون درهما للزوار المغاربة و 150 درهما للزوار الأجانب، وجعلت الورقة المفصلة للزيارة بلغة واحدة.
كما أن الشخص الذي يقوم بحراسة المكان هو نفسه من يقبض واجبات الزيارة، وهو نفسه من لايحمل وثيقة تثبت هويته ولا مستوى تواصلي يمكن من الاسهام في جذب “الزوار”، هو نفسه من يقف على مسافة بعيدة من المكان ويطالب الزائرين بالعودة أدراجهم، دون تقديم نفسه أو إثبات هويته، و أن يؤدوا المبلغ دون اثبات، إن هم أرادوا التقدم للموقع.
مؤسسة فوط المغرب عين نجمة، هي من تتوالى عمليات الصيانة وحماية هذه الأعمال الإبداعية، والتي أنشئت خصيصا لهذا الغرض، لم يخطر ببالها ربما بتعزيز عوامل الجذب السياحي عبر توفير لوحات إشهارية توضح الطريق إلى المواقع، و لوحات تشوير تبرز تفاصيل عملية الزيارة، والأهم توظيف أشخاص لهم مستوى مقبول من التواصل و الاستقبال .