المغرب -الجزائر : لا شعبية لسياسة العداء و التصعيد
المختار العيرج
في حادثة مقتل 3 مدنيين جزائريين بالأراضي العازلة شرق المحبس اتهمت الجزائر المغرب بدون تقديم أدلة، لكن المملكة لم توجه الاتهام لأحد في الاعتداء الذي ذهب ضحيته مواطنان مغربيان بمالي، و قبل ذلك ظلت الحدود الجنوبية الشرقية الممتدة من اقليم الرشيدية و إلى فجيح مسرح اعتداءات متواصلة من قبل السلطات العسكرية الجزائرية، ترتب عنها مصادرة قطعان ماشية و اعتقال رعاة لم يكن لهم من ذنب سوى اجتياز خط الحدود سهوا لما لم تكن هناك أرجام و سياجات و خنادق .
أغلب المعتقلين المغاربة بالسجون الجزائرية و تحديدا بمدينة بشار تعرضوا لتعذيب جسدي و نفسي نجمت عنه الوفاة كحالة التهامي العيرجي الذي اعتقل رفقة شخصين بمعذر الكبش باقليم فجيج سنة 2007 و صودر القطيع البالغ 1650 رأسا من الغنم .
من المفارقات العجيبة لهذه الحادثة أن جزءا من هذا القطيع هو مازال ملكية مشتركة لأسرة مشتركة بين المغرب و الجزائر، و مما يثير الاكبار و التنويه أكثر أنه في إطار قيم التضامن المتأصلة في القبائل الموزعة بين المغرب و الجزائر جمع أفراد الأسر المشتركة بولاية بشار مبلغا هاما من المال لدخول سوق المزايدة على القطيع لإعادته لمالكيه لكنه لم يكن كافيا ففشل المسعى النبيل للسكان، و هو ما يعد دليلا على رفض الناس و لاسيما الأسر المشتركة لمنطق زرع التفرقة و السموم بين الشعوب المتجانسة و المتضامنة و الملتف بعضها ببعض، و هو كذلك ما يدعو إلى مراجعة شاملة للسياسات التي تسعى لزرع الأحقاد و العداوة و غلق منافذ الحدود و الأجواء و قطع صلة الرحم .