
أكد عدد من المواطنين في تصريحهم لجريدة “الجهة الثامنة”، أن جماعة تاغبالت التابعة ترابيا لإقليم زاكورة تعيش أوضاعًا متردية على العديد من المستويات، في ظل غياب مشاريع تنموية فعلية من شأنها النهوض بالمنطقة وتحسين ظروف عيش ساكنتها.
ورغم توالي الوعود الانتخابية، يقول المتحدثون، إلا أن الواقع يزداد سوءًا، ويزداد معه شعور السكان بالعزلة والتهميش، في منطقة أصبحت نموذجًا للإقصاء التنموي المتراكم منذ سنوات.
بطالة خانقة وغياب أفق
وأضاف المتحدثون أن معضلة البطالة باتت سمة ملازمة للشباب في تاغبالت، حيث لا يجد الغالبية من الفئات النشيطة أي فرصة للعمل أو مصدر دخل قار؛ حيث دفع هذا الوضع عددًا منهم إلى التفكير في الهجرة القسرية نحو المدن الكبرى أو الخارج، في غياب مبادرات اقتصادية محلية قادرة على خلق فرص شغل حقيقية.
المخدرات تهدد شباب المنطقة
وأشاروا في معرض تصريحهم للجريدة، أن المخدرات أصبحت تمثل خطرًا حقيقيًا على مستقبل شباب تاغبالت؛ إذ ففي ظل غياب المراقبة، و انعدام البدائل، ترتفع نسب تعاطي المخدرات بشكل مقلق، خصوصًا في أوساط المراهقين والتلاميذ، ما يهدد بارتفاع نسب الهدر المدرسي، وتفاقم مظاهر الإنحراف الإجتماعي.
إهمال إداري يزيد من معاناة السكان
من بين المشاكل اليومية التي يعاني منها سكان تاغبالت، يبرز مشكل البُعد الكبير عن الخدمات الإدارية، فالحصول على وثائق بسيطة مثل الشهادات الإدارية، يتطلب التنقل إلى قيادة تازارين، الأمر الذي يرهق المواطنين ماديًا ويستنزف وقتهم، ويؤكد على ضعف تقريب الإدارة من المواطن.
بنية تحتية متدهورة في منطقة تتوسع ديموغرافيًا
ورغم الإرتفاع الطفيف في عدد السكان، لم تقابل الجماعة هذا التطور بأي استجابة على مستوى البنية التحتية، إذ يمكن بالعين المجردة معاينة طرق غير معبدة، إنارة عمومية منعدمة، مرافق متهالكة أو مدمرة، وغياب المراكز الصحية والإجتماعية، و كلها عوامل تزيد من هشاشة الوضع وتكرّس ضعف الحكامة وتدبير المال العام.
أصوات محلية تدق ناقوس الخطر
في هذا السياق، صرّح أحد الفاعلين الجمعويين المحليين للجريدة قائلًا: “نحن نعيش معاناة يومية. لا عمل، لا مرافق، ولا دعم؛ شبابنا يُستدرج للمخدرات، والإدارة بعيدة، والناس فقدوا الثقة في كل الوعود. تاغبالت تحتاج لإرادة حقيقية لإنقاذها من الضياع.”
وأضاف أن تفاقم الأوضاع سيدفع المزيد من الشباب إلى مغادرة منطقتهم، وهو ما سيساهم في تفكك النسيج الأسري والإجتماعي، ويزيد من معاناة الأسر المحلية.
مطلب شعبي لتدخل عاجل
ويجمع المواطنون، أن تاغبالت اليوم بحاجة إلى تدخل فعلي من السلطات الإقليمية والمركزية، يوازي حجم التحديات المطروحة.
ويؤكد المتحدثون على ضرورة فتح حوار مباشر مع الساكنة، وإطلاق مشاريع تنموية تخلق فرص الشغل وتعيد الأمل للشباب، إضافة إلى تحسين البنية التحتية وتقريب الخدمات الإدارية، وتوفير بيئة آمنة تُبعد شباب المنطقة عن المخدرات والإنحراف.