زاكورةمنبر الجهة8

كريمة ايت حساين  تكتب…ضريح شمهروش ..الأمل الأخير

كريمة ايت حساين: طالبة صحافية

بعد أن عبأت بطاقة هاتفي بـ 5 دراهم من المكالمات الوطنية، لأتصل بأهلي بمدينة زاكورة للإطمئنان على أحوالهم، وجدتني أتراجع عن الاتصال؛ كيف لا أتردد إذا ما استرجعت كم الفواجع التي تمرر إلي كلما اتصلت بأحدهم من تلك البقعة المنسية في أقصى مغرب القرن 21.

زاكورة هي الإقليم الذي تسير فيه الحياة برتابة البارحة واليوم، المواطنون في “غيبوبة دائمة”. أحيانا يخيل إلي أنه لو وضعت عجلات للإقليم ودفعته في اتجاه البحر لما أبدوا ردة فعل، نسيت! زاكورة ليس فيها بحر! فقط طوق من الجبال المحيطة بها، وحتى العجلات يستحيل أن تحركها.

 ربما الحل الوحيد المتبقي أمامنا، هو أن نطلب من ممثلينا  أن يطلقوا سلسلة مفاوضات مع جني أو مارد من ضريح شمهروش لنعيد النظر في تكتونية الصفائح التي أوقعتنا في الجنوب الشرقي للمغرب. لا نحن في أقصى الجنوب فنستفيد من مكتسبات الصحراء المغربية، ولا نحن في شمال المغرب فتكون لدينا شبكة طرق سيارة ومعبدة، وحركية اقتصادية مزدهرة!

ربما من المجحف أن نحمل المسؤولية كاملة لمواطني “الله يعمر ها دار”! إذ أن وضع أغلبهم هناك يسير وفق برنامج بئيس، يستيقظ صباحا، ويخرج بحثا عن قطرة مياه عند جار، أنعم الله عليه، ويملك بئرا لم تجف بعد، أو في صهريج بناه ليخزن فيه مياه شربه هو وبهيمته.   وإلا كيف نفسر الحالة السيكولوجية لأناس لم يستفزهم “العجب العجاب” كخطف أطفالهم وتقديمهم قربانا لمشعوذين يبحثون عن الاغتناء السريع. ولم يحركهم كون جهتهم، الجهة الوحيدة المؤهلة بحق لتدخل “موسوعة الغيس” للتعطيل السياسي والتنموي الممنهج بأرقام “لا مستشفى جامعي واحد، ولا جامعة مستقلة ولا شبكة طرق سيارة ولا حتى خط سكك حديدية “.

إن الاستسلام الكلي لهؤلاء، إن دل على شيء، إنما يدل على “روح الوطنية العالية وتمغربيت” التي يتمتع بها ساكنة درعة تافيلات. وإن حبهم لوطنهم هو ما يدفعهم يرفضون إثارة أية قلاقل داخلية لوطننا حفاظا على أمنه وسلامه “معاذ الله أن يكون قمعا”.  وأختم قولي بأني أخشى أن أخون قياسا على قول رئيس حكومتنا المبجل “سلم ليا على اللي صيفطك”.

مقالات ذات صلة

Back to top button
error: Content is protected !!

Adblock Detected

يجب عليك تعطيل مانع الإعلانات - Ad Block أو عدم إغلاق الإعلان بسرعة حتى يمكنك الإطلاع على المحتوى