
تجد ساكنة جهة درعة تافيلالت، نفسها، كل سنة، في مواجهة موجة انتشار الآفاعي و الزواحف السامة و العقارب، التي تتواجد أنواعها الأكثر خطورة بمناطق متعددة من الجهة، خصوصا بمنطقتي زاكورة و تنغير .
و تعرف أقاليم الجهة الخمسة(الرشيدية و ميدلت و تنغير و ورزازات وزاكورة) ارتفاعا كبيرا في درجات الحرارة، تصل الى مستويات قياسية وطنيا، وهو ما يفرز بيئة مناسبة لتكاثر العقارب و الافاعي و الزواحف السامة، ويزيد من فرص التعرض للسعاتها، كما تتزايد حاجة الجهة، و مستشفياتها و مراكزها الصحية، إلى الأمصال الضرورية لأجل التدخل في الوقت المناسب و بالفعالية المطلوبة حفاظا على حياة المواطنين الذين يتعرضون للذغات.
جريدة “الجهة8” أنجزت حوارا مع المدير الجهوي للصحة والحماية الاجتماعية لدرعة تافيلالت، لتسليط الضوء على الاشكالية في شموليتها و بسط مختلف مؤشرات الجاهزية التي تتوفر عليها منظومة الصحة بالجهة من أجل مواجهة هذه الآفة الموسمية.
و قال محمد خصال، المدير الجهوي لوزارة الصحة والحماية الاجتماعية بدرعة تافيلالت، أن “جهة درعة تافيلالت معروفة بلسعات العقارب والأفاعي، وهو موضوع الساعة وخاصة خلال فترة الصيف، ما يجعل الأطر الصحية بالجهة تتجند للعمل باحترافية أكبر خلال هاته الفترة التي تعرف فيها جهة درعة تافيلالت إرتفاعا مهولا في درجات الحرارة، وارتفاع في عدد الضحايا الذين يتعرضون للسعات”.
وأضاف المدير الجهوي في معرض تصريحه للجريدة، أن “إسترتيجية المديرية الجهوية للصحة والحماية الإجتماعية بدرعة تافيلالت، ترتكز على خطة عمل تتضمن عدة محاور سطرتها المديرية الجهوية لمواجهة هذه الآفة الموسمية بفعالية، حيث تضم تنظيم حملات تحسيسية، إضافة إلى عقد اجتماعات مع مناديب الصحة بالأقاليم الخمسة ومدراء المستشفيات، إضافة إلى حثهم بمذكرات داخلية، على التنسيق مع هيئات المجتمع المدني والسلطات المحلية ووسائل الاعلام المحلية أو الجهوية، ومدهم بكبسولات توعوية وتحسيسية، وملصقات ومنشورات، خدمة لأهداف التوعية و تحسيس المواطنين بطرق وآليات الوقاية، و الحماية من لسعات العقارب والأفاعي، وكذا بدليل التدخل الواجب إتباعه في هذه الحالات و قبل كل شيء التأكيد على ضرورة إتخاذ كل الإحتياطات اللازمة. يقول الدكتور خصال.
وأوضح المدير الجهوي في الحديث نفسه، أن إقليم زاكورة سجل أعلى حالات اللسعات و اللذغات متبوعا بإقليم الرشيدية، خلال السنة الفارطة، حيث سجلت حوالي 2695 حالة اصابة بلسعة العقارب، وردت على مختلف المستشفيات والمراكز الصحية بأقاليم الجهة، خلال سنة 2023، منها 4 حالات وفاة، كما سجلت 91 حالة للذغات الآفاعي، توفيت من ضمنها 3 حالات، بينما جرى تسجيل 52 حالة لسعة عقرب الى حدود هذه الفترة من السنة.
و أبرز الدكتور محمد خصال، أن المديرية تتابع يوميا وضعية المخزون الخاص باالأمصال التي تتوفر عليها المستشفيات الإقليمية بالجهة، و على تتبع كميتها و نوعها في كل مستشفى، مشيرا إلى أن جاهزية المديرية الجهوية خلال هذه الظرفية، تكمن أساسا في الحملات التحسيسية، وتوفير مخزون كاف من الأمصال يتم تدبيره بشكل عقلاني وفعال، إضافة إلى التركيز على الشق التكويني للأطر الصحية والطبية، وتوفير أقسام الإنعاش خاصة لهذا الغرض بمختلف المراكز الصحية و المستشفيات الإقليمية.
وشدد المدير الجهوي للصحة والحماية الاجتماعية بدرعة تافيلالت، في معرض جوابه على أسئلة الجريدة، أن مؤسسته تعمل بتجند لكل أطرها، منذ مدة، على التحسيس للأطر الصحية والطبية بمختلف مؤسسات الاستشفاء، لتمكينها من تملك طرق وكيفيات التعامل مع الحالات التي ترد عليها، وتتعلق بلسعات العقارب أو لذغات الآفاعي، و ذلك عبر المناديب الاقليميين للصحة، الذين يعقدون اجتماعات دورية مع الأطر الصحية، قصد توجيههم للطريقة المثلى للتعامل مع هذه الآفة الموسمية.