
قدم، محمد آيت رهو، عضو بجماعة كرس تعلالين باقليم ميدلت، استقالته من صفوف حزب التجمع الوطني للأحرار، بسبب “القفة” التي توزعها مؤسسة جود، التابعة للحزب، مستغلة الظروف الانسانية للأفراد والأسر من أجل تحقيق أغراض انتخابية.
و أوضح آيت رهو، في استقالة تتوفر الجهة8 على نسخة منها، أنه قرر مغادرة صفوف الحزب بسبب “التمييز الواضح بين الأفراد المحسوبين على الحزب في توزيع القفف الرمضانية وبطانيات الشتاء”، متهمًا الحزب باستخدام هذه المساعدات لأغراض انتخابية واضحة. كما اعتبر أن عملية توزيع هذه المساعدات قد خضعت لتوجيهات حزبية، مما جعله يشعر بالإقصاء الممنهج من طرف المنسقين الإقليميين وغياب التواصل مع البرلمانيين المحليين.
ويأتي ذلك في وقت خرج فيه لحسن السعدي، رئيس الفيدرالية الوطنية للشبيبة التجمعية، محاولا دفع تهمة استغلال القفف لأغراض انتخابية، حيث اعتبر في تصريحات إعلامية أن هذا الموضوع يتكرر كل عام، مؤكدًا أن الجمعية المذكورة لا تربطها أي علاقة بحزب “الحمامة”.
وصرح السعدي بأن هذه الاتهامات مجرد “قراءات وتأويلات”، مشيرًا إلى أن العديد من الجمعيات والمؤسسات الخيرية “توزع القفف وتساعد المواطنين، ولا توجد فقط جمعية جود”.
وأشار السعدي إلى أن جمعية “جود” تقدم مساعدات للمواطنين على مدار السنة منذ تأسيسها في 2019، موضحًا أن الانتقادات الموجهة إليها هي محاولة من خصوم حزب التجمع الوطني للأحرار لاستغلال الفرص عبر آليات “بئيسة”، على حد تعبيره.
وتعتبر استقالة عضو الحزب في ميدلت نقطة فارقة في سلسلة من الاستقالات التي شهدها الحزب في الآونة الأخيرة، مما يكشف عن أزمة تنظيمية واسعة داخل التجمع الوطني للأحرار. ففي إقليم بولمان، على سبيل المثال، قدم المهدي الإدريسي، رئيس الشبيبة الإقليمية، استقالته احتجاجًا على “الإقصاء الممنهج للشباب” داخل الحزب، منتقدًا ما وصفه بـ”دفع قيادات انتهازية وفاشلة” لقيادة الحزب، “وهو ما أسفر عن انحرافه عن مساره الديمقراطي والأخلاقي”.