
نظم صباح أمس السبت، دار الشعر بمراكش و مختبر البحث في الدراسات الأدبية واللسانية والفنية والفلسفية التابع الكلية المتعددة التخصصات بالرشيدية، المنتدى الحواري حول الشعر والفرجة، بقاعة الإجتماعات بالكلية السالفة الذكر.
ويأتي تنظيم هذا المنتدى الحواري والذي حضره عميد الكلية، إضافة إلى عدد كبير من الدكاترة بالكلية المتعددة التخصصات بالرشيدية، ورئيس وأعضاء دار الشعر بمراكش، وطلبة باحثين، ضمن فعاليات الدورة الخامسة لملتقيات الشعر الجهوية “جهة درعة تافيلالت”.
وأشرف على تأطير المنتدى، كل من الدكتور سعيد كريمي أستاذ بالكلية المتعددة التخصصات بالرشيدية، والدكتور عبد الله بريمي أستاذ بالكلية المذكورة، إضافة إلى الدكتور عبد الرحمان تمارة، والأستاذة فتيحة إيشو.
وأكد الدكتور سعيد كريمي أستاذ بالكلية المتعددة التخصصات بالرشيدية في تصريح خص به جريدة “الجهة الثامنة”، أن هذا اللقاء الذي نظم بالكلية المتعددة التخصصات بالرشيدية و يشرف على تنظيمه بيت الشعر بمراكش بمعية مختبر البحث في الدراسات الأدبية واللسانية والفنية والفلسفية، يأتي في إطار إنفتاح الكلية على محيطها الخارجي، إضافة إلى الإحتفال باليوم العالمي للشعر، مضيفا، أن هذا اللقاء خصص لمناقشة موضوع الشعر والفرجة، حيث تميز- اللقاء- بتقديم مجموعة من المداخلات النظرية القيمة من طرف المشاركين.
وأضاف المتحدث ذاته في معرض تصريحه للجريدة، أن مداخلته ركزت أساسا على أن انفتاح الشعر على الفرجة نابع من كون المسرح هو بالأساس فرجة، والفرجة هي الأصل والمسرح هو التجلي، مؤكدا على غنى المورث الثقافي اللامادي الضارب بجذوره في عمق التاريخ في منطقة تافيلالت، و بالضبط بالمنطقة الشبه الواحية الصحراوية.
وقال الدكتور سعيد كريمي في تصريحه، أن جهة درعة تافيلالت، تحتضن أشكالا فرجوية متميزة، تعكس التنوع الثقافي، والعمق الأنثروبولوجي لهذه الجهة، موضحا المتحدث ذاته، أن المنتدى هو مناسبة للإحتفاء بهذه الفرجات لإبراز شاعرية الشاعر.
وأشار المتحدث نفسه، أنه و في سياق مداخلته تحدث عن فن الملحون باعتباره شعرا نابعا من تافيلالت، وأن هذا الشعر يستلزم من الجميع الإفتخار به ، نظرا للمكانة التي أصبح يتبؤها اليوم على الصعيد العالمي في لوائح اليونيسكو، مشيرا الدكتور كريمي، أنه كان من الضروري أن يتم إشراك الطلبة للإهتمام به والعناية به، لأنه يعبر عن شخصية الإنسان الفيلالي، وهويته، وعن العمق المغربي، وعن قوة الإنسان المغربي في القصيد.
وأوضح الدكتور كريمي، أنه إلى جانب الملحون يوجد مجموعة من التلاوين الشعرية المختلفة التي يجب الإحتفاء بها مثل البلدي، وذوي منيع، موضحا أن هذه الأشكال الفرجوية المختلفة تتواجد بمنطقة تافيلالت، وأنه آن الأوان لكي تتمأسس للإشتغال عليها علميا وأكاديميا، حتى يتم نقلها من المحلي إلى الوطني ثم الدولي.
وفي نفس السياق قال الدكتور عبد الله بريمي في معرض تصريحه للجريدة، أن اللقاء المنظم يأتي احتفالا باليوم العالمي للشعر، مؤكدا، أن سياق هذا المنتدى الحواري جاء للبحث في الجسور الممتدة بين الشعر كجنس تعبيري والأجناس الأخرى، مثل المسرح والسينما والفنون التشكيلية، وغيرها من الفنون التعبيرية.
وأضاف المتحدث ذاته، أن مداخلات المنتدى الحواري إنصبت أساسا في التعريف بالشعر والفرجة، والتعريف بمفهوم الأداء وغيرها من المفاهيم التي تم التطرق إليها في المداخلات، مضيفا، أن أغلب المداخلات بحثت في الوشائج والجسور الممتدة بين الأشكال التعبيرية والتجاور بينها، و التي حاولت الدراسات الكلاسيكية أن تنظر إليها في ذاتها.
وأوضح الدكتور بريمي، أن جل المداخلات طرحت الفرجات الشعبية بمنطقة تافيلالت، حيث كان لهذه التيمة حضور وازن في هذا المنتدى الحواري بمختلف طقوسها وأشكالها، سواء الفرجات الأمازيغية أو العربية، مؤكدا، أن المنتدى تميز بحضور الطلبة الباحثين والذين أثروا النقاش من خلال أسئلتهم، كما أثثوا هذا الفضاء المعرفي بأسئلتهم القيمة الهادفة والأساسية.
هذا، ويشارك في هذه التظاهرة، شعراء وشاعرات ونقاد وباحثين يمثلون مختلف الأجيال والتجارب، وينتمون الى مختلف مدن جهة درعة تافيلالت (الراشيدية، تنغير، ورزازات، زاكورة، ميدلت، قلعة مكونة، كلميمة..). حيث تسعى هذه التظاهرة الفكرية و الأكاديمية الى تقديم الأصوات الشعرية الجديدة، من خلال استدعاء، و حضور أسماء وتجارب نحتت تجاربها في خريطة المدونة الشعرية المغربية، على تنوعها وغناها.
والجدير بالذكر، أن هذه التظاهرة تعرف تنظيم أمسيات شعرية، حيث تعرف مشاركة شعراء، و شاعرات يمثلون مختلف التجارب والحساسيات والأجيال بالجهة، إضافة إلى تنظيم معرض لإصدارات شعرية، ونقدية من منشورات دائرة الثقافة في حكومة الشارقة، إلى جانب فقرات فنية تمثل تراث المنطقة.