اندلعت، عشية اليوم السبت. مواجهات خطيرة بين القوات العمومية لفض الاحتجاجات و ساكنة فركلة العليا عقب تطور أحداث “إقصاء” أحد المرشحين للرئاسة من التنافس بعد أن تمت تزكيته، حيث أصيب عنصر من القوات المساعدة بجروح وصفت ب”الخطيرة”.
و سجلت إصابات متفاوتة في صفوف المتظاهرين كذلك، حيث نقل العديد منهم لتلقي العلاج، ناهيك عن اصابات أخرى متفاوتة الخطورة في صفوف رجال الأمن.
و تحاول السلطات المحلية، منذ صبيحة اليوم، فض اعتصام الساكنة على الطريق الوطنية رقم 10، الذي بسببه شُلت حركة السير في الاتجاهين معا نحو تنجداد و تتغير، دون جدوى، لتشبثهم بعقد اجتماع الانتخاب اليوم كما كان مقررا .
و احتشدت الساكنة منذ التاسعة صباحا، أمام مقر الجماعة الترابية لفركلة العليا، عقب اعلان قائد القيادة تغيب الرئيس سعيد بامو و إدلاءه بشهادة طبية تفيد عجزه عن مزاولة أي نشاط، و بالتالي إرجاء جلسة انتخاب نواب الرئيس و كاتب المجلس ونائبه، إلى أجل غير محدد.
وتعود الوقائع، إلى يوم الأحد الماضي 19 شتنبر الجاري، حين انعقدت جلسة انتخاب رئيس الجماعة و مكتبه، حيث ترشح عضوين اثنين، ويتعلق الأمر بكل من سعيد بامو عن حزب الاستقلال، و موحى الزعيم عن حزب التجمع الوطني للأحرار، و رُفعت الجلسة بسبب أعمال شغب بين مناصري كل مرشح من المنتخبين.
و تدفع أغلبية المرشح للرئاسة سعيد بامو، بكون التزكية الممنوحة لمنافسه موحى الزعيم، قد سُحبت منه، وعليه فإنه يعتبر مترشحا وحيدا للرئاسة، في وقت، نفت مصادرنا أن يكون طلب سحب التزكية من المرشح الذي تقدم به المنسق الإقليمي لحزب التجمع الوطني للأحرار، قد قُبل من طرف السلطات كونه قُدم خارج الآجال المسموح بها بذلك قانونا.
و دعت السلطات إلى اجتماع ثانٍ، ليوم الخميس 23 شتنبر الجاري، لأجل انتخاب الرئيس ونوابه والكاتب ونائبه، عبر مراسلة رسمية للأعضاء المنتخبون للمجلس الجماعة، تضم اسمين اثنين مرشحين للرئاسة، وهما سعيد بامو و موحى الزعيم، إلا أن القائد أخبر الحاضرين بترشح اسم واحد، عكس ما حرر في مراسلته الرسمية.
و تحدث منتخبون من مناصري موحى الزعيم، حول مرور عملية التصويت في أجواء متسارعة، وشابتها خروقات قانونية، و دون حساب دقيق للأصوات أو فرز للأوراق، مشيرين، إلى أن الأغلبية المكونة للمجلس تتكون من 15 عضوا، ينتمون إلى أحزاب التجمع الوطني للأحرار و العدالة والتنمية والحركة الشعبية والأصالة والمعاصرة، فيما تتكون الأقلية من 13 عضواً وهم جميعهم من حزب الاستقلال الحاضن للمرشح للرئاسة سعيد بامو.
أعلن القائد فوز سعيد بامو برئاسة الجماعة، مما أثار حفيظة المنتخبين الـ15، و اعتصموا داخل الجماعة، ليُعلَن رفع الجلسة و تأجيل انتخاب نواب الرئيس والكاتب ونائبه، إلى اليوم السبت عند الساعة العاشرة صباحا.
صبيحة اليوم، قدم المنتخبون الـ15، ليتفاجؤوا بأبواب الجماعة موصدة، و أخبرهم القائد شفهيا و أمام مدخل الجماعة، بأن الرئيس الذي أعلن انتخابه في الجلسة الماضية، تقدم بشهادة طبية، تفيد عجزه عن الحضور، دون أن تحدد السلطات موعداً مما أثار حفيظة الحاضرين مجددا، الذين استنكروا الطريقة التي تم بها اعلان الأمر، والساكنة، الذين احتشدوا مجددا أمام الجماعة منددين بهذا الوضع غير الطبيعي .
اعتصم المنتخبون الـ15 أمام الجماعة مجددا، و نظموا شكلا احتجاجيا، و انتخبوا رئيسا جديدا، وحصل على 15 صوتا، ووزعوا مناصب النيابة والكاتب ونائبه فيما بينهم، بينما استمرت الساكنة في الاعتصام في الطريق الوطنية رقم 10 الرابطة بين تنجداد و تنغير، محدثة شللا تاما في حركة المرور العمومية.
تدخلت عناصر الأمن، وحاولت تفريق الاحتجاج، و اصيب فرد منها، فيما تفرقت الساكنة نحو مركز الجماعة، لتعلن السلطات المحلية تنفيذ حظر التجوال ابتداءً من الساعة السادسة مساءً في جماعة فركلة.
وشوهدت سيارات للأمن وشاحنات قادمة من تنغير و الرشيدية، من أجل تعزيز حضور الأمن في فركلة العليا، تحسبا لقيام أية تظاهرات جديدة، أو كل ما من شأنه أن يعيق السير العام، و منها تأمين مرور الشاحنات والسيارات في الطريق الوطنية.
وكان الأعضاء الـ15 المناصرين لمرشح الحمامة، قد هددوا بتقديم استقالتهم الجماعية من المجلس ومن أحزابهم التي ينتمون إليها، إذا “لم يتم إرجاع الأمور إلى نصابها” و”استرجاع حقوقهم المغتصبة” حسب تعبير بيان توصلت “الجهة8” بنسخة منه.