زيارة الوفد الحكومي للجهة .. إضافة زيارة تنغير ..غضب الأحرار .. اقصاء ميدلت من الجولة ..الجهة8 تُعيد تجميع الخيوط
لم تتفاعل ساكنة جهة درعة تافيلالت، بالشكل المطلوب مع زيارة الرجل الثاني في الدولة لأقاليم الجهة، مرفوقا ب5 وزراء لقطاعات حيوية، بالرغم من التحضيرات التي رافقتها و حجم المشاريع التي تم التسويق لها، واطلاقها، خصوصا كلية الطب والصيدلة والمستشفى الجامعي بالرشيدية، و المدرسة العليا للتكنولوجيا بورزازات و مجموعة من المستشفيات و المراكز الصحية بأقاليم الرشيدية و تنغير و زاكورة و ورزازات، بسبب تأجيلها لعدة مرات ولمدة شهر ونصف، و تضارب التفاصيل حول القطاعات المرافقة لرئيس الحكومة و المشاريع التي سيتم اعلانها.
و بالرغم من الهالة الاعلامية التي رافقت الاعلان عن اطلاق مشروع تدشين و تجهيز كلية الطب والصيدلة و المستشفى الجامعي بالرشيدية، فإنه لا أحد من الساكنة ولا حتى عدد من المسؤولين يعلم أين سيقام المشروع و متى ينطلق و طاقته الاستيعابية و موعد تسلمه و موعد اطلاق العمل به، ولا حتى تفاصيل مضبوطة عن المدرسة العليا للتكنولوجيا، إذ أن الأمر يتعلق باتفاقيات إطار في انتظار تخصيصها و التوافق على تفاصيلها الدقيقة، بتوافق من الوزارات المعنية.
اقصاء اقليم تنغير ثم استدراكه
مصادر جريدة “الجهة الثامنة” أوضحت، أن زيارة رئيس الحكومة عزيز أخنوش، رفقة خمسة من وزرائه إلى جهة درعة تافيلالت، كانت تتعلق فقط بإقليم الرشيدية و ورزازات و زاكورة، في اقصاء لإقليم تنغير و ميدلت، حيث أن الأول جرى استبعاده من الزيارة لكونه لا يضم أية مشاريع منتهية أو شارفت على الانتهاء يمكن الاطلاع على سير تقدمها أو تدشينها او ابداء ملاحظات بشأن إنجازها النهائي.
و قالت المصادر نفسها، أن أحد البرلمانيين تدخل لدى الدوائر المركزية، بخلاف ما يروج أن عمالة الاقليم هي من رتبت استدراك الأمر، من أجل اضافة الاقليم في برنامج الزيارة الحكومية اسوة بباقي اقاليم الجهة، وهو الأمر الذي تم في الدقائق الأخيرة لإعداد البرنامج النهائي للزيارة، وما يزكي هذا الطرح، حسب المصادر نفسها، هو قيام عزيز أخنوش بالاطلاع على بناية ماتزال في بداياتها للمستشفى الاقليمي لتنغير، و الاطلاع على برنامج وزارة الصحة بالإقليم، دون حضور وزير الصحة، الذي رافق الوفد في الرشيدية وورزازات و زاكورة، و الاطلاع على جداول لمشاريع تخص مجموعة من القطاعات بمقر عمالة اقليم تنغير، وليست لها قيمة انجازية ولا عملية لدى رئيس الحكومة و الوفد المرافق له.
مصادر مسؤولة، تحدثت لجريدة “الجهة الثامنة” عن عدم ايلاء وزير الصحة أهمية للمشاريع الصحية التي جرى الاطلاع عليها بإقليم تنغير، و كلف المدير الجهوي بمرافقة الوفد و شرح مختلف المحطات المرتبطة بوزارته، في حين أنه طار قبل يوم واحد، بعد زيارته لمستشفى سيدي حساين بورزازات، إلى العاصمة الرباط لمدة ثلاث ساعات، ووقع على مذكرة تفاهم بين المملكة المغربية وإسرائيل، تروم تعزيز التعاون في المجال الصحي، و أجرى مباحثات مع ووزير الداخلية والصحة الإسرائيلي موشيه أربيل، همت سبل تعزيز العلاقات في مجالي الصحة والحماية الاجتماعية، ليعود بعد ثلاث ساعات من مغادرته لورزازات، الى مطار زاكورة، حيث كانت الزيارة بالاقليم تهم تدشين مستشفى اقليمي، ويغادر مرة ثانية الى العاصمة مساء.
تنغير .. غضب الأحرار من الأحرار
أبدى عدد من المنتمين لحزب التجمع الوطني للأحرار، في تواصل مع جريدة “الجهة الثامنة” حنقهم وغضبهم على المنسق الاقليمي للحزب، جراء عدم استدعائهم لاستقبال رئيس الحكومة و الوفد الوزاري، في الوقت الذي قالت مصادر، أن رئيس الحكومة أعطى تعليماته الصارمة للمنسقين الاقليمين لعدم ترتيب اية اجتماعات مع مناضلي الحزب، كون الزيارة هي حكومية ولا تتعلق بالحزب.
مصادر الجريدة، قالت أن المنسق الاقليمي للأحرار بتنغير، قدم رفقة رئيس الحكومة من مدينة ورزازات في سيارته الخاصة، وتوجه مباشرة بعد نزوله، إلى أخذ مكانه مع المسؤولين الاقليميين لاستقباله أمام مقر عمالة تنغير، حيث لم يكن أي مسؤول غير جماعي ينتمي للحزب في استقبال الوفد، وهو ما جر سخطا عارما في صفوف مناضلي الاحرار، وهددوا بتقديم شكاويهم لادارة الحزب.
اقصاء ميدلت من الزيارة الحكومية .. تعدد التكهنات و الأسباب
قبيل زيارة رئيس الحكومة، علم الجميع أن اقليم ميدلت سيكون يتيما خلال فترة الزيارة، و لن تصله الاضواء إطلاقا، بسبب قرار الحكومة عدم ادراجه ضمن البرنامج، و إذا كان رئيس الحكومة قد صرح بعظمة لسانه أن زيارته للجهة رفقة الوفد المعني، جاءت تنفيذا لتعليمات سامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، و أنه مبعوث بتعليمات محددة تتعلق بالتفاصيل الدقيقة، فإن عدم وصوله الى اقليم ميدلت، سيكون هو الآخر بتعليمات، تقول مصادر الجريدة.
و رجحت مصادر الجريدة، أن الاسباب الكامنة وراء هذا الاقصاء، تترجمها الحالة السياسية التي يعيشها الاقليم منذ انتخابات 8 شتنبر 2021، حيث برزت علاقة غير عادية بين المنسق الجهوي للأحرار و السلطات العاملية، وباقي الاحزاب السياسية، التي أصدرت غير ما بيان ضد تصريحات كان المنسق الاقليمي قد بثها على مجموعات للواتساب، مصطفة في جهة السلطات العاملية بالإقليم.
أسباب أخرى، أجملتها مصادرنا، في كون عامل اقليم ميدلت قدم عدد من مرشحي حزب التجمع الوطني للأحرار الى المحكمة الادارية موقفا إياهم عن العمل الى حين عزلهم، وتمكن من عزل بعضهم، وهو ما أثار غضب رئيس الحكومة قائد الأغلبية، الذي من الطبيعي أن يرى في عامل صاحب الجلالة، فاعلا محاربا للحزب اقليميا و مضعفا للكتلة الحزبية و الانتخابية له، تقول المصادر.
مما يعزز هذه الفرضيات، حسب مصادرنا دائما، هو خلو أجندة رئيس الحكومة لعشية يوم السبت الماضي، حيث حط الرحال بمدينة تنغير، من أي نشاط سياسي أو حزبي أو حكومي، وهو ما يعني أنه كان بالإمكان أن يطير مع وفده الى اقليم ميدلت و الاطلاع على مجموعة من المشاريع المهمة، أولاها الطريق الوطنية رقم 13 ، التي تشهد منذ مدة توسعة المقطع الطرقي الخطير تيزي نتلغمت، بالإضافة إلى أنه يومين بعد انتهاء الزيارة الحكومية للجهة، قام عامل اقليم ميدلت، ببرمجة زيارات و تدشينات لعدد من الأوراش و المشاريع التنموية بمختلف جماعات الاقليم، في اشارة منه الى أن الاقليم يشتغل و المشاريع تنجز حتى ولو لم تلتفت له الحكومة في زيارتها، حسب مصادرنا.