آخر الأخبارالرشيديةسياسة

مجلس جماعة الرشيدية: الوجه الاخر للندوة الصحفية

جرت العادة في أي ندوة صحفية أن يتم تقديم الموضوع وترك  المجال  لوسائل الاعلام  للتفاعل ، غير أن ندوة رئيس مجلسَ جماعة الرشيدية خرقت البروتوكول المعمول به واغتنم  الفرصة لتقديم  بعض من حصيلة ما يسمى مشاريع أنجزت في عهد المجلس الحالي في ندوة صحفية نظمت مباشرة بعد إعلان المستشار هناوي عن المعارضة تنظيم لقاء على مواقع التواصل الاجتماعي يوما قبل الندوة سيقدم فيها قراءة نقدية لحصيلة الاغلبية قبل أن يتم تأجيلها في اخر دقيقة، ليجد الرئيس كريمي نفسه مجبرا على عقد هاته الندوة بعد أن تم توزيع الدعوات على مجموعة من المنابر الاعلامية وبذلك يكون الرئيس كريمي قد ابتلع الطعم  ووضع نفسه في موقف لا يحسد عليه .

الندوة الصحفية لم تحمل أي جديد ولم تقنع الرأي العام ،وتعتبر اداء المجلس ضعيف جدا مقارنة مع المجلس السابق رغم الاكراهات ،فرئيس المجلس لم يجد ما يقدمه من مشاريع حقيقية سوى تزفيت السوق المغطاة وكراء المحطة الطرقية  والتباهي بتحسين جاذبية المدينة بمبلغ 12 مليار سنتم بشراكة مع مجلس الجهة ، بينما تظل مجموعة من المشاريع معلقة إلى حدود الساعة ،وكم تمنينا  أن يكشف الرئيس  عن مال مجموعة من المشاريع  التي أقبرت بقدرة قادر ولم يكلف الرئيس نفسه عناء الترافع عنها حقيقة ومصارحة الرأي العام ،فالمسبح الذي بدأت به الاشغال منذ الولاية السابقة وتم صرف أكثر من 200 مليون سنتم عليه لا زال في لائحة  الانتظار  بالإضافة إلى إنشاء ملعب مجاور بشراكة مع الجامعة الملكية لكرة القدم ضمن اتفاقية شراكة منذ 2017، أما الحديث عن المحطة الطرقية الجديدة  فلا بد أن نشير إلى المراسلة التي توصل بها المجلس السابق  موضوعها ضرورة تسوية العقار المخصص للمحطة الطرقية لا زالت سارية المفعول اللهم إن حصل تغيير لا علم لنا به ،كما أن النظام الجديد يفرض على المجلس إنشاء شركة محلية للتنمية لتدبير هذا القطاع ، ناهيك عن سوء تدبير مرتبط بالنقط الدائرية باتجاه طريق كلميمة والتي تشكل نقطة سوداء في حركة السير العمومي دون اتخاذ أية مبادرة من طرف الرئيس في هذا الباب ، ولا تفوتنا الفرصة بأن ننوه بالمجهود الذي قام به المجلس بوضع 10 حافلات للنقل الحضري سيتم استقدامها من مدينة الدار البيضاء بعد تدخل من عامل اقليم الرشيدية ستخصص لخدمة الساكنة ولو لفترة مؤقتة ولا ندري من هي الجهة التي ستسهر على تدبير إذ يتداول في الكواليس بأن الوكالة الجهوية لتنفيذ المشاريع  هي من ستسهر على تدبير هذا الاسطول وهوما يتنافى مع أصل الاختصاص  لهاته المؤسسة .

غاب جزء من الحقيقة في ندوة الرئيس وغابت معها الجدية في معالجة مجموعة من القضايا ، فقضية الرئيس الاولى باتت ترتكز على انتقاد الرئيس السابق  ،إذ لم يجد  كريمي حرجا في وضع حزب العدالة والتنمية الذي سير المجلس لولايتين متتاليتين موضع انتقاد شديد وتحميله مسؤولية  تعطيل التنمية بالرشيدية والمسؤول عن اختلالات برنامج التهيئة الحضرية التي انطلقت  في عهد الحزب رغم  مشاركة أعضاء من أغلبية الرئيس الحالي في ذلك البرنامج،  منهم من سهروا على تتبع مشاريع التهيئة وكان لهم دور كبير في وضع اليد على مجموعة من صفقات التهيئة وكأن التاريخ يعيد نفسه  فهم نفس الاشخاص  ونفس الوجوه  لكن ضمن اغلبية حزب الاستقلال فسبحان مبذل الاحوال، فمن يتحمل مسؤولية تدهور المدينة وتعطيل مجموعة من المشاريع يا رئيس المجلس ؟

كيفما كان الحال وعموما فإن ضعف التدبير العمومي ما زال قائما وأن النخب السياسية قد أبانت عن عجزها في مواكبة وتنزيل السياسات العمومية ،موقف يجسده التراجع الكبير لدور الاحزاب  بمجموعة من المجالس والتراجع عن الوعود والبرامج المؤسسة لحملاتها الانتخابية  وعدم استيعابها مضامين الخطب الملكية أساسا منها 2017 2018 2019، فالكل يعلم بأن الصدق بات هو المطلوب في الانسان في قوله وفي عمله فمسؤولية تدبير شؤون الساكنة والسهر على مصالحها لا يتحقق بالخطاب السياسي الجاف ومستقبل المدينة ليس رهين هذا الحزب أو ذاك  أو هو مجرد مشروع  برنامج انتخابي يسعى للظفر بكراسي المسؤولية، بقدر ما هو مسؤولية الجميع  إذ قال صلى الله عليه وسلم للحسن بن علي  رضي الله  دع ما يريبك إلى ما لا يريبك ،فان الصدق طمأنينة والكذب ريبة وكلما أفرط المرء في الكذب فلا يقام له وزن ولا يأمنه أحد على  شيء، فإن كان عالما اتهم في أمانته وقدرته ، فالكذاب يجني على نفسه  قبل أن يجني على غيره  ولا سيما إذا تحرى الكذب، حتى يكتب كذابا في السماء وكذابا في الارض .

 

مقالات ذات صلة

Back to top button
error: Content is protected !!

Adblock Detected

يجب عليك تعطيل مانع الإعلانات - Ad Block أو عدم إغلاق الإعلان بسرعة حتى يمكنك الإطلاع على المحتوى