المشاركة السياسية / حبيبي المستشار الجديد
عبد الرزاق أوزين
مرحبا بك في “وكر” السياسة، عليك أولا بغسِل يَديكَ إلى المرفقين ووجهك إلى عضمة الإذن ببول البعير ،وَاحلِفْ على ألاّ تفوت الفرصة،واغنَمْ نصَيبك في التمويه .. بالتنمية، وعود نفسك على الفِـرارْ في اية لحظة!.
انا لا مرحبا لي في وكرهم، فلست أهلهم، ولا منهم، ولست مثلهم، أنا من شباب التغيير، حملني هم التغيير وغيرتي على المصلحة العامة.
ذاك كلام تغنى به قبلك الفرزدق ومعه ابونواس، ألم يكن صوتك فرصتهم “ضد الفساد والاستبداد”؟ “وْغيرْ بالسياسة وبالتاويلْ” أصبح صوتك “عضًد الفساد والاستبداد”.
شعاراتك يا هذا دَعْها وَراءَك في قَرارة مَوتِها، ثُمَّ انصرِفْ عَنها.
وَقُلْ: “قيح” جديد في شرايين وكركم وبِئسَ القَـرارْ .وعِشْ ما تبقّى مِن ولايتك في مداعبة كرسي الرئاسة،وَلَا تَمْنُن تَسْتَكْثِر،وَكُفَّ عن هَدْرِ قيحك على قِعانْ لا تمسك قيحا ولا يُرتجى مِنها النَّماءُ،وَلا تُبشِّرُ بالثِّمار، وصنوف التنمية .
قد جَرَّبْتٌها قبلك،وَعَرَفت أنَّكَ خاسِرٌ في بَعْثِها من جديد،مَهْما بلَغتَ مِنَ انتصارْ، فحب الكراسي يطمس القيم ويذهب بماء وجهك إن لم تغسلها ببول البعير، ولا ترفع في خطابك من شأن المصلحة العامة فإنها إهانَةٌ في حَقِّها ..
فالسياسة عندنا يا حبيبي “كالكناسة”،طُبِعَتْ على عِشْقِ الدَّمارْ،كلما ولجتها أمة لعنت التي قبلها.
هِيَ لعبة مَهْما اشتعلتَ لكي تُنير لَها الدُّجى،قَتَلتْكَ في بَدْءِ الولاية، فهي لَيسَتْ سِوى نَرْدٍ يُدار على مَوائِدَ لِلقِمارِ وَمالَها عِنْدَك – كنت فائزا أم خسران – إلاّ التّلذُّذُ بالدُّوارْ!
هاهِيَ ذي التّجاربُ أنبأتَكَ بإنَّ ما قَد خِلْتَهُ بصوتك طُولَ المَدى فرصة وإكْليل ضد الفساد والاستبداد،هُوَ ليسَ إلاّ طَوْقَ عارْ ، هِيَ نُقطةٌ سَقَطَتْ مع شهوة المناصب، فأسْقَطَتِ القِناعَ المُستعارْ
وَقَضَت بتطهير اليدينِ مِنَ الخُرافة جَيّدا، فلم تعد بيضاء كما كانت، ولم تعد البطون فارغة كما كانت، فَدَعِ الشعارات والاحلام في قرارةِ قَبرِها، واغسِلْ يَديكَ ببول البعير، وقل باسم المصلحة والمنفعة،حي على “المكزرة”، وكل بذات اليمين وذات الشمال، فلحومنا مستباحة، وحقوقنا حلال عليك كحليب أمك أيها الرضيع الكبير.