
استقبلت مدينة الرشيدية، و على غرار العديد من مدن الجهة أفواجا من المهاجرين القادمين من دول الجنوب، و الذين يتم إخلاؤهم من عدة مدن من المملكة، و خاصة مدن الشمال؛ حيث أصبح وجود مهاجرين من دول الجنوب مشهدا مألوفا لدى ساكنة المدينة، و هم يؤثثون العديد من فضاءات المدينة، و خاصة جنبات المحطة الطرقية، و الحديقة المقابلة لها.
و عملت السلطات المحلية على إخلاء هذه الفضاءات من المهاجرين خاصة بعد تحولها لنقطة نشاز تثير امتعاض و استنكار المواطنين من الظروف اللإنسانية التي يعيشها جل المهاجرين المتواجدين في تلك الفضاءات؛ إضافة إلى حدوث بعض الإنفلاتات المحدودة نتيجة لنشوب نزاعات بين المهاجرين تحولت إلى تبادل الضرب و الجرح، إضافة إلى لجوء بعض الجانحين إلى الإنغماس وسط مجموعات المهاجرين مما جعل الأمور تتحول إلى شبه نقطة سوداء عجلت بتدخل السلطات المحلية إلى القضاء على هذا التواجد قرب المحطة الطرقية.
و مع توالي أفواج المهاجرين المرحلين من باقي المدن اتجاه المدينة، و عدم تسامح السلطات المحلية مع أي تواجد في الأماكن التي تم إفراغها سابقا من المهاجرين، اتخذت – الأفواج الوافدة – من الأماكن المجاورة لقنطرة وادي زيز و جنباته أماكن للإستقرار، بحيث أصبح من السهل ملاحظة مجموعات من المهاجرين يتواجدون أسفل القنطرة المذكورة، و بأعداد كبيرة، خاصة أثناء الفترات الليلية حيث تراهم متحلقين حول نار مشتعلة قرب خيام بلاستيكية أو مصنوعة من مواد أخرى؛ إضافة إلى الملابس المنتشرة على جنبات القنطرة قصد تجفيفها.
و أصبح هذا التواجد قرب قنطرة وادي زيز و أسفلها يثير مخاوف لدى البعض، رغم عدم تسجيل أي اعتداء يذكر من طرف هؤلاء المهاجرين ضد الأشخاص، لكنه أصبح يشكل هاجسا لدى مستعملي القنطرة و خاصة في صفوف النساء و القاصرين، خاصة في الأوقات التي تعرف فيها هذه الجهة من المدينة قلة عدد المارة.
و سارعت السلطات المحلية للمدينة، مساء أمس السبت إلى تنظيم حملة لإخلاء الفضاء المحيط بقنطرة وادي زيز، و هي الحملة التي أشرف عليها قائدي الملحقتين الإداريتين الثانية و الرابعة، و ضباط الأمن الوطني، و القوات المساعدة، و أعوان السلطة و العمال التابعين للمجلس الجماعي، حيث شملت هذه الحملة إزالة الخيام و تنظيف الفضاء الذي كان مخصصا من طرف المهاجرين كمأوى.
و تدخلت السلطات المحلية و العمومية بشكل إحترافي، حيث عملت على بسط، و شرح خطورة التواجد قرب مجرى وادي زيز في ظل التقلبات المناخية التي تعرفها المنطقة، و التي من شأنها تهديد سلامتهم الشخصية، وهو ما قوبل من طرف المهاجرين بالموافقة على إخلاء الفضاء المذكور.
وعملت الجهات المتدخلة على إحالة مجموعة من المهاجرين الذين صادفتهم في الخيام المذكورة في مراحل مرضية صعبة، مما عجل بنقلهم صوب مستشفى مولاي علي الشريف لتلقي العلاجات اللازمة.