
شهد المستشفى الإقليمي سيدي حساين بناصر بورزازات، خلال يومي الأربعاء والخميس الماضيين، إجراء حملة جراحية متقدمة مخصصة لمعالجة بعض من أكثر تشوهات العظام وخلع الورك الولادي تعقيدًا لدى الأطفال. وتندرج هذه المبادرة ضمن برنامج وزارة الصحة والحماية الاجتماعية الرامي إلى تعزيز الخدمات الطبية المتخصصة داخل الأقاليم، وتقريب العلاجات الدقيقة من الفئات التي تحتاجها.
وجرى تنظيم الحملة بتنسيق مشترك بين المديرية الجهوية للصحة والحماية الاجتماعية بجهة درعة–تافيلالت، والمندوبية الإقليمية للصحة بورزازات، وبمساهمة فريق طبي جامعي رفيع المستوى من المركز الاستشفائي ابن رشد بالدار البيضاء. وقد أشرف على هذه التدخلات كل من البروفسور عبد المنعم الشرقاوي والبروفسور عبد الصمد فتحي، إلى جانب أطباء جراحة الأطفال الدكتور رشيد إخلق والدكتورة منار قريشي، وطبيب الإنعاش، وطاقم التمريض والتعقيم والمركب الجراحي، إضافة إلى الأطر الإدارية والتقنية.
وخلال فترة العمل المكثف، نجح الفريق الطبي في إنجاز خمس عمليات دقيقة، تتوزع بين ثلاث حالات خلع الورك الولادي، وحالتين من التشوهات الخلقية المعقدة بالعظام. كما تمت برمجة عمليات أخرى بعد إجراء سلسلة من الاستشارات التشخيصية. وتميزت العمليات بدقة عالية، حيث استغرقت كل تدخل ما بين أربع وخمس ساعات، وهو مستوى يحاكي المعمول به في المستشفيات الجامعية نظراً لطبيعتها المعقدة.
وتُعد هذه الحملة هي الثالثة التي يشهدها المستشفى الإقليمي في مجال الجراحة المتخصصة للأطفال، ما يعكس التطور الملحوظ في قدراته التقنية والجراحية، ويبرز ثقة الفرق الطبية الجامعية في العمل المشترك مع الطاقم المحلي، الذي أبان بدوره عن مؤهلات مهنية مهمة وقدرة على مواكبة هذا النوع من التدخلات الحساسة.
وقد خلف نجاح هذه العمليات ارتياحاً كبيراً لدى أسر الأطفال المستفيدين، بعد تحسن الحالة الصحية لأبنائهم وانطلاق مرحلة المتابعة ما بعد الجراحة. ويعكس هذا الإقبال الإيجابي أهمية المبادرات الطبية الهادفة إلى تحسين جودة الرعاية المقدمة للأطفال ومساعدتهم على تجاوز التشوهات الخلقية التي قد تعيق نموهم الطبيعي.
وتندرج هذه العملية ضمن برنامج إنساني لجراحة الأطفال، يهدف إلى توسيع الاستفادة من العمليات التصحيحية عالية الدقة داخل المستشفيات الإقليمية، وتمكين الأطفال من فرص أفضل لحياة صحية ومستقبل أكثر استقرارًا.






