يعيش المستشفى الإقليمي لميدلت على إيقاع احتقان غير مسبوق نتيجة غياب الطبيبة المسؤولة عن قسم الأمراض النفسية والعقلية؛ و فوجئت العديد من العائلات بمدينة ميدلت والنواحي التي حضرت رفقة مرضاها في الموعد المخصص لتتبع حالاتهم، واستكمال البرنامج العلاجي، برحيل الطبيبة المختصة والمسؤولة عن تتبع حالات المرضى النفسانيين وفق جدولة زمنية مضبوطة، ووفق برنامج استشفائي دقيق.
وتتوفر الجهة 8 على وثيقة، كان قد أصدرها مدير المستشفى الإقليمي لميدلت تتعلق بقرار إستثنائي بنهاية الخدمة للطبيبة المذكورة منذ 24 فبراير 2022 ونقلها صوب مندوبية الصحة بمدينة إفران دون العمل على تعويضها، مما جعل قسم الأمراض العقلية والنفسية بميدلت يعيش حالة من التخبط والفوضى نتيجة لهذا القرار. وقد أعربت العديد من عائلات المرضى عن إمتعاضهم من هذا القرار الغريب الصادر عن مدير المستشفى وطالبت وزير الصحة و المديرية الجهوية للصحة ، بالتدخل العاجل من أجل تعيين طبيب نفساني بالمركز الإستشفائي الإقليمي بميدلت ، وذلك من أجل وضع للمعاناة التي أصبحوا يكابدونها بعد رحيل الطبيبة الاختصاصية في علاج الأمراض العقلية والنفسية، إذ أصبحت العديد من العائلات ملزمة بالتنقل صوب مدينة فاس أو الرشيدية من أجل تتبع علاجات مرضاها، وهو ما يعني تحميلهم تكلفة القرارات اللامسؤولة للمشرفين على تدبير شؤون هذا القطاع.
هذا، ويعيش المستشفى الإقليمي لميدلت على وقع سوء التدبير الإداري، و الغياب المستمر للأطر الطبية في مختلف التخصصات رغم قلتها، وغياب الرقابة والمتابعة من طرف المديرية الجهوية لوزارة الصحة والرعاية الإجتماعية باعتبارها الجهة المشرفة على تدبير القطاع جهويا.
وتستعد مجموعة من الفعاليات الجمعوية والمدنية لإطلاق و توقيع عريضة موجهة للجهات المختصة ، من أجل وضع حد للنزيف والإستنزاف الذي يعرفه المستشفى الإقليمي بميدلت، والعمل من أجل سد الخصاص المهول على مستوى التخصصات والأطر البشرية.
تجدر الإشارة أن المدير السابق للمستشفى الإقليمي بميدلت إدريس أيت حدو كان قد تقدم في يناير 2021 بطلب لوزير الصحة من أجل إعفائه من مهامه نتيجة للخصاص الكبير في الموارد البشرية واللوجستيكية ، وهي العوامل التي تدفع المرضى للتنقل إلى مستشفى فاس أو الرشيدية، وخاصة بعد تفاقم وضعية المستشفى تزامنا مع جائحة كوفيد 19.