ميدلت…حامل تفارق الحياة بعد تعذر حصولها على سيارة إسعاف جماعة كرامة

عاشت ساكنة جماعة كرامة التابعة ترابيا لإقليم ميدلت فاجعة، يوم أمس الخميس، بعد إنتشار خبر مفارقة إحدى النساء الحوامل الحياة، وهي في طريقها للمستشفى.

وفي حيثيات هذه القضية التي أثارت غضب، واستنكار ساكنة كرامة ،فإن السيدة الحامل، والبالغة من العمر 28 سنة، حين شارفت على موعد ولادة طفلها، إلا أنها أصيبت قبل ذلك بنزيف حاد فرض نقلها نحو أقرب مستشفى، وهو الكائن بمنطقة ألمو أبوري، حيث عملت عائلتها على ربط الإتصال بالمسؤول عن سيارات الإسعاف التي هي في ملكية جماعة كرامة، لتمكينها من نقل الحامل نحو أقرب مستشفى، خاصة وأن وضعيتها جد حرجة؛ إلا أن رد المسؤول المذكور كان غير مفهوم، حيث إشترط موافقة رئيس الجماعة قبل الإستفادة من خدمات سيارة الإسعاف، إلا أن جل المحاولات لربط الإتصال بالرئيس المذكور، ظلت دون جدوى، ودون رد، مما حال دون حضور سيارة الإسعاف لنقل الحامل التي هي في حالة نزيف تشكل خطرا على حياتها، وعلى حياة الجنين.

وفي ظل هذا الوضع، سارعت عائلة الحامل إلى نقلها على متن سيارة نفعية، لتفارق الحياة في الطريق إلى المستشفى.

وخلف إنتشار خبر وفاة السيدة الحامل، حالة من السخط والغضب في صفوف ساكنة گرامة، الذين اعتبروا أنه كان بالإمكان تفادي وقوع هذه الفاجعة لو تم الإسراع  بإرسال سيارة الإسعاف، مادام إنقاذ حياة إنسان أهم من كل الشكليات الإدارية.

وطالب عدد من ساكنة كرامة بفتح تحقيق نزيه، وشفاف في الحادثة ومحاسبة كل من ثبتت مسؤوليته في تأخير إرسال سيارة الإسعاف وخصوصا أعضاء مجلس جماعة كرامة.

كما عبر البعض عن كون الحادث ليس معزولا، بل أن جماعة كرامة معروفة بتماطلها في تمكين المواطنين من الإستفادة من خدمات سيارة الإسعاف، والتي هي ملك عمومي، ولها دورها المركزي، و المهم في نظام الرعاية الصحية، خاصة و أنها تعتبر وسيلة نقل سريعة وفعالة للمرضى، وخاصة في المناطق النائية  التي تحتاج ساكنتها إلى عناية طبية عاجلة إعتبارا لعامل بعد المؤسسات الإستشفائية، بحيث تساعد في إنقاذ الأرواح من خلال توفير الرعاية الأولية والرعاية الطبية الطارئة كما هو الحال بالنسبة للحامل التي فارقت الحياة، إذ أنه وفي الوقت الذي تتبنى فيه الدولة خطابا رسميا يتضمن سعيها الحثيث إلى تقريب المرافق، والخدمات الأساسية للمواطنين، وفي مقدمتها الخدمات الطبية، وبالرغم من كون المجلس الجماعي بكرامة يصادق بالإجماع على قرار تخصيص ميزانية سنوية لشراء وقود وزيوت السيارات التابعة لها، فإن حياة المواطنين البسطاء بهذه البقعة الجغرافية تظل رهينة لمزاجية، وهواتف من يتولون مسؤولية تدبير شؤونها العامة.