ورزازات … الأطباء الجراحون بـ “سيدي احساين” يعلقون إجراء العمليات الجراحية احتجاجا على غياب شروط العمل
تطرقت جريدة “الجهة الثامنة” في العديد من المقالات الصادرة على موقعها إلى مجموعة من الإختلالات، والمشاكل التي يتخبط فيها المركز الإستشفائي “سيدي احساين” بمدينة ورزازات، دون أن تجد لها طريقا للحل، سواء عبر قرارات محلية، أو مركزية لإنقاذ ما يمكن إنقاذه في النزر القليل الذي يفصل هذا المستشفى عن إعلان إفلاسه، وعدم جاهزيته، وقدرته على تقديم خدماته كمرفق عمومي للمواطنين.
ولا تمر بهذا المركز الإستشفائي أزمة إلا لتفتح المجال لأخرى، دون ان تجد طريقها للحل، رغم استنكار عموم المواطنين، والجسم المهني التمريضي نتيجة للوضعية المأزومة، والمتدهورة لهذا المركز، والذي لولا تضحيات الأطر العاملة به، من أطباء وممرضين وغيرهم لاستوجب الأمر إعلان إفلاسه، وإغلاقه في وجه المرتفقين حفاظا على حياة المرضى، وذويهم من الأخطار التي يمكن أن تودي بحياتهم.
وغير بعيد عن هذا الوضع، فقد أعلن مؤخرا الأطباء الجراحون بمركز “سيدي احساين” عن اضطرارهم مكرهين على توقيف إجراء العمليات الجراحية في المركب الجراحي الجديد، نتيجة لما اعتبروه إنتفاءا للظروف الملائمة، واللازمة للقيام بهذه العمليات داخل المركب الجديد؛ وقد جاء قرار التوقف المذكور بعد استنفاذ كل السبل والآليات المتاحة، حيث سبق للأطباء الجراحون مراسلة الجهات المسؤولة في شخص إدارة المستشفى، والمندوب الإقليمي لوزارة الصحة والحماية الإجتماعية بورزازات، وكذلك المدير الجهوي، و هي الخطوات التي لم تلقى أي تجاوب يذكر للإستجابة لمطالبهم.
وبالرجوع إلى الإنتقادات الموجهة من الأطباء الجراحون بالمركز الإستشفائي ” سيدي احساين ” فهي تتمحور بالأساس في عدم وجود نظام للتهوية والتبريد، في الوقت الذي تتراوح فيه درجات الحرارة داخل المركب الجراحي المذكور بين 35 و45 درجة، وهو ما يجعل من الشروط التي تجرى فيها العمليات شروطا غير سليمة بالمطلق، سواء للمريض او الطبيب الجراح الذي يتطلب عمله الكثير من التركيز والدقة، والراحة النفسية في انجاز عمله؛ وينضاف لهذا الوضع، طبيعة البذلة الطبية ليصبح معه الامر شبيها بالجحيم، وبالتالي استحالة القيام باي عمل كيفما كان في ظل هذه الظروف، والتي تصبح فضاءا ملائما لتكاثر الحشرات مما تصبح معه إمكانية حصول التعفنات مسألة أكيدة بدون أدنى شك.
وأمام هذه الإكراهات، والشروط غير الملائمة للعمل الطبي الجراحي، لم يجد جراحو “سيدي حساين” بدا من توقيف إجراء العمليات الجراحية المبرمجة غير المستعجلة، حفاظا على صحة المرتفقين المرضى، وتوفير الشروط اللازمة للطاقم الطبي من اجل تأدية عمله في أفضل الظروف.